الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                        صفحة جزء
                        [ ص: 477 ] الباب الخامس

                        في المطلق والمقيد

                        وفيه مباحث أربعة

                        المبحث الأول في حدهما

                        أما المطلق : فقيل في حده ما دل على شائع في جنسه . ومعنى هذا أن يكون حصة محتملة لحصص كثيرة مما يندرج تحت أمر فيخرج من قيد الدلالة المهملات ، ويخرج من قيد الشيوع المعارف كلها ، لما فيها من التعيين إما شخصا نحو زيد وهذا ، أو حقيقة نحو الرجل وأسامة ، أو حصة نحو فعصى فرعون الرسول أو استغراقا نحو " الرجال " ، وكذا كل عام ولو نكرة ، نحو كل رجل ولا رجل .

                        وقيل في حده : هو ما دل على الماهية بلا قيد من حيث هي هي ، ( قال في المحصول في حده : هو ما دل على الماهية من حيث هي هي ) من غير أن تكون له دلالة على شيء من قيوده ، والمراد بها عوارض الماهية اللاحقة لها في الوجود .

                        وقد اعترض عليه بأنه جعل المطلق والنكرة سواء ، وبأنه يرد عليه أعلام الأجناس ، كأسامة وثعالة ، فإنها تدل على الحقيقة من حيث هي هي .

                        وأجاب عن ذلك الأصفهاني في شرحه للمحصول : بأنه لم يجعل المطلق والنكرة سواء بل غاير بينهما فإن المطلق الدال على الماهية من حيث هي هي ، والنكرة الدالة على الماهية بقيد الوحدة الشائعة .

                        قال وأما إلزامه بعلم الجنس فمردود بأنه وضع للماهية الذهنية بقيد التشخيص الذهني ، بخلاف اسم الجنس وإنما يرد الاعتراض بالنكرة على الحد الذي أورده الآمدي للمطلق ، فإنه قال : هو الدال على الماهية بقيد الوحدة ، وكذا يرد الاعتراض بها على [ ص: 478 ] ابن الحاجب ، فإنه قال في حده : هو ما دل على شائع في جنسه ، وقيل المطلق هو ما دل على الذات دون الصفات .

                        وقال الصفي الهندي : المطلق الحقيقي ما دل على الماهية فقط ، والإضافي مختلف نحو رجل ، ورقبة ، فإنه مطلق بالإضافة إلى رجل عامل ، ورقبة مؤمنة ، ومقيد بالإضافة إلى الحقيقي ; لأنه يدل على واحد شائع ، وهما قيدان زائدان على الماهية .

                        وأما المقيد : فهو ما يقابل المطلق على اختلاف هذه الحدود المذكورة في المطلق ، فيقال فيه : هو ما دل لا على شائع في جنسه ، فتدخل فيه المعارف والعمومات كلها ، أو يقال في حده : هو ما دل على الماهية بقيد من قيودها ، أو ما كان له دلالة على شيء من القيود .

                        التالي السابق


                        الخدمات العلمية