الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 29 ] [ حتر ]

                                                          حتر : حتار كل شيء : كفافه وحرفه وما استدار به كحتار الأذن وهو كفاف حروف غراضيفها . وحتار العين : وهي حروف أجفانها التي تلتقي عند التغميض . وقال الليث : الحتار ما استدار بالعين من زيق الجفن من باطن . وحتار الظفر : وهو ما يحيط به من اللحم ، وكذلك ما يحيط بالخباء ، وكذلك حتار الغربال والمنخل . وحتار الاست : أطراف جلدتها ، وهو ملتقى الجلدة الظاهرة وأطراف الخوران ، وقيل : هي حروف الدبر ؛ وأراد أعرابي امرأته فقالت له : إني حائض ، قال : فأين الهنة الأخرى ؟ قالت له : اتق الله ! فقال :


                                                          كلا ورب البيت ذي الأستار لأهتكن حلق الحتار     قد يؤخذ الجار بجرم الجار



                                                          وحتار الدبر : حلقته . والحتار : معقد الطنب في الطريقة ، وقيل : هو خيط يشد به الطراف ، والجمع من ذلك كله حتر . والحتار والحتر : ما يوصل بأسفل الخباء إذا ارتفع من الأرض وقلص ليكون سترا ؛ وهي الحترة أيضا . وحتر البيت حترا : جعل له حتارا أو حترة . الأزهري عن الأصمعي قال : الحتر أكفة الشقاق ، كل واحد منها حتار ، يعني شقاق البيت . الجوهري : الحتار الكفاف وكل ما أحاط بالشيء واستدار به فهو حتاره وكفافه . وحتر الشيء وأحتره : أحكمه . الأزهري : أحترت العقدة إحتارا إذا أحكمتها فهي محترة . وبينهم عقد محتر : قد استوثق منه ؛ قال لبيد :


                                                          وبالسفح من شرقي سلمى محارب     شجاع ، وذو عقد من القوم محتر



                                                          وحتر العقدة أيضا : أحكم عقدها . وكل شد : حتر ؛ واستعاره أبو كبير للدين فقال :


                                                          هابوا لقومهم السلام كأنهم     لما أصيبوا ، أهل دين محتر



                                                          وحتره يحتره ويحتره حترا : أحد النظر إليه . والحتر : الأكل الشديد . وما حتر شيئا أي ما أكل . وحتر أهله يحترهم ويحترهم حترا وحتورا : قتر عليهم النفقة ؛ وقيل : كساهم ومانهم . والحتر : الشيء القليل . وحتر الرجل حترا : أعطاه وأطعمه ، وقيل : قلل عطاءه أو إطعامه . وحتر له شيئا : أعطاه يسيرا . وما حتره شيئا أي ما أعطاه قليلا ولا كثيرا . وأحتر الرجل : قل عطاؤه . وأحتر : قل خيره ؛ حكاه أبو زيد ؛ وأنشد :


                                                          إذا ما كنت ملتمسا أيامى     فنكب كل محترة صناع



                                                          أي تنكب ، والاسم الحتر . الأصمعي عن أبي زيد : حترت له شيئا ، بغير ألف ، فإذا قال : أقل الرجل وأحتر ، قاله بالألف ؛ قال : والاسم منه ؛ الحتر وأنشد للأعلم الهذلي :


                                                          إذا النفساء لم تخرس ببكرها     غلاما ، ولم يسكت بحتر فطيمها



                                                          قال : وأخبرني الإيادي عن شمر : الحاتر المعطي ؛ وأنشد :


                                                          إذ لا تبض ، إلى الترا     ئك ، والضرائك كف حاتر



                                                          قال : وحترت أعطيت . ويقال : كان عطاؤك إياه حقرا ، حترا ؛ أي قليلا ؛ وقال رؤبة :


                                                          إلا قليلا من قليل حتر



                                                          وأحتر علينا رزقنا أي أقله وحبسه . وقال الفراء : حتره يحتره ويحتره إذا كساه وأعطاه ؛ قال الشنفرى :


                                                          وأم عيال قد شهدت تقوتهم     إذا حترتهم أتفهت وأقلت



                                                          والمحتر من الرجال : الذي لا يعطي خيرا ولا يفضل على أحد ، إنما هو كفاف بكفاف لا ينفلت منه شيء . وأحتر على نفسه وأهله أي ضيق عليهم ومنعهم . غيره : وأحتر القوم فوت عليهم طعامهم . والحتر ، بالكسر : العطية اليسيرة ، وبالفتح المصدر . تقول : حترت له شيئا أحتر ، حترا فإذا قالوا : أقل وأحتر ، قالوه بالألف ؛ قال الشنفرى :


                                                          وأم عيال قد شهدت تقوتهم     إذا أطعمتهم أحترت وأقلت
                                                          تخاف علينا العيل إن هي أكثرت     ونحن جياع ، أي أول تألت



                                                          قال ابن بري : المشهور في شعر الشنفرى : وأم عيال ، بالنصب ، والناصب له شهدت ؛ ويروى : وأم بالخفض ، على واو رب وأراد بأم عيال تأبط شرا ، وكان طعامهم على يده ، وإنما قتر عليهم خوفا أن تطول بهم الغزاة فيفنى زادهم ، فصار لهم بمنزلة الأم ، وصاروا له بمنزلة الأولاد . والعيل : الفقر وكذلك العيلة . والأول : السياسة . وتألت : تفعلت من الأول إلا أنه قلب فصيرت الواو في موضع اللام . والحترة والحتيرة ؛ الأخيرة عن كراع : الوكيرة وهو طعام يصنع عند بناء البيت ، وقد حتر لهم . قال الأزهري : وأنا واقف في هذا الحرف ، وبعضهم يقول حثيرة ، بالثاء . ويقال : حتر لنا أي وكر لنا ، وما حترت اليوم شيئا أي ما ذقت . والحترة ، بالفتح : الرضعة الواحدة . والحتر : الذكر من الثعالب ؛ قال الأزهري : لم أسمع الحتر بهذا المعنى لغير الليث وهو منكر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية