الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                              قوله تعالى: قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى

                                                                                                                                                                                              قال ابن الجوزي في "المقتبس ": سمعت الوزير يقول: قرأ عندي قارئ، [ ص: 683 ] قال: هم أولاء على أثري فأفكرت في معنى اشتقاقها، فنظرت فإذا وضعها للتنبيه، والله لا يجوز أن يخاطب بهذا، ولم أر أحدا خاطب الله عز وجل بحرف التنبيه إلا الكفار، كما قال الله عز وجل قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك ربنا هؤلاء أضلونا وما رأيت أحدا من الأنبياء خاطب ربه بحرف التنبيه، والله أعلم .

                                                                                                                                                                                              فأما قوله: وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون فإنه قد تقدم الخطاب بقوله: يا رب، فبقيت "ها" للتمكين، ولما خاطب الله عز وجل المنافقين، قال: ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا وكرم المؤمنين بإسقاط "ها" فقال: ها أنتم أولاء تحبونهم كان التنبيه للمؤمنين أخف .

                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية