الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حثل ]

                                                          حثل : الحثل : سوء الرضاع والحال ، وقد أحثلته أمه . والمحثل : السيئ الغذاء ؛ قال متمم :


                                                          وأرملة تسعى بأشعث محثل كفرخ الحبارى ريشه قد تصوعا



                                                          والحثل : الضاوي الدقيق كالمحثل . وفي حديث الاستسقاء : ( وارحم الأطفال المحثلة ) يعني السيئي الغذاء من الحثل ، وهو سوء الرضاع وسوء الحال . ويقال : أحثلت الصبي إذا أسأت غذاءه . وأحثله الدهر : أساء حاله . الأزهري : وقد يحثله الدهر بسوء الحال ؛ وأنشد :


                                                          وأشعث يزهاه النبوح مدفع     عن الزاد ، ممن حرف الدهر ، محثل



                                                          [ ص: 35 ] وحثالة الطعام : ما يخرج منه من زؤان ونحوه مما لا خير فيه فيرمى به . قال اللحياني : هو أجل من التراب والدقاق قليلا . والحثالة والحثال : الرديء من كل شيء ، وقيل : هو القشارة من التمر والشعير والأرز وما أشبهها ، وكل ذي قشارة إذا نقي . وحثالة القرظ : نفايته ؛ ومنه قول معاوية في خطبته : فأنا في مثل حثالة القرظ ، يعني الزمان وأهله ، وخص اللحياني بالحثالة رديء الحنطة ونفيتها . وحثالة الدهر وغيره من الطيب والدهن : ثفله فكأنه الرديء من كل شيء . وحثالة الناس : رذالتهم . وفي الحديث : ( لا تقوم الساعة إلا على حثالة الناس ) هي الرديء من كل شيء . وجاء في الحديث الذي يرويه عبد الله بن عمرو أنه ذكر آخر الزمان : ( فيبقى حثالة من الناس لا خير فيهم ) أراد بحثالة الناس رذالهم وشرارهم ، وأصله من حثالة التمر وحفالته ، وهو أردؤه وما لا خير فيه مما يبقى في أسفل الجلة . ابن الأعرابي : الحثال السفل . الأزهري : وقد جاء في موضع : أعوذ بك من أن أبقى في حثل من الناس بدل حثالة ، وهما سواء ، وفي رواية : أنه قال لعبد الله بن عمر : ( كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس ) يريد أراذلهم . أبو زيد : أحثل فلان غنمه ، فهي محثلة إذا هزلها . ورجل حثيل : قصير . والحثيل مثل الهميع : ضرب من أشجار الجبال ؛ قال أبو حنيفة : زعم أبو نصر أنه شجر يشبه الشوحط ينبت مع النبع ؛ قال أوس بن حجر :


                                                          تعلمها في غيلها ، وهي حظوة     بواد به نبع طوال وحثيل



                                                          الأزهري عن الأصمعي : الحثيل من أسماء الشجر معروف . الجوهري : وأحثلت الصبي إذا أسأت غذاءه قال ذو الرمة :


                                                          بها الذئب محزونا كأن عواءه     عواء فصيل آخر الليل محثل



                                                          وقال أبو النجم :


                                                          خوصاء ترمي باليتيم المحثل



                                                          وقال امرؤ القيس :


                                                          تطعم فرخا لها ساغبا     أزرى به الجوع والإحثال



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية