الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                    صفحة جزء
                    [ ص: 1308 ] سياق ما دل من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في أن بني آدم خير من الملائكة

                    قال الله عز وجل : وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين .

                    وقال تعالى : الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا .

                    وقال تعالى : والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار .

                    وروي ذلك من التابعين عن عمر بن عبد العزيز ومحمد بن كعب القرظي .

                    2318 - أخبرنا محمد بن علي بن محمد العطار قال : نا عبيد الله بن محمد بن عبيد الله المكتب قال : نا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب قال : نا صالح بن مالك قال : نا أبو معشر قال : نا محمد بن كعب القرظي قال :

                    " كنا جلوسا عند عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بخناصرة ، وعنده [ ص: 1309 ] أمية ، وعمرو بن سعيد بن العاص ، وعراك بن مالك الغفاري ، فتماروا .

                    فقال عمر بن عبد العزيز : ما أحد أكرم على الله من بني آدم .

                    فقال عراك بن مالك : ما أحد أكرم على الله من الملائكة قال الله عز وجل : بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون . وما خدع إبليس آدم عليه السلام إلا بالملائكة ، فقال : ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين . فالملائكة أمناء الله ورسله وخزنة الدار في الجنة والنار ، قال : فقال عمر رحمه الله : فما تقول أنت يا أبا حمزة ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين ، خلق الله آدم بيده ، وأمر ملائكته أن يسجدوا له ، وجعل من ذريته أنبياء ورسلا ، وجعل من ذريته من تزوره الملائكة قال الله عز وجل : والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ، وأما قولك يا أمير المؤمنين : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية . ليس هذا لبني آدم خاصة قال الله عز وجل : الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ، والملائكة يؤمنون ، وقال في سورة الجن : فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا ، ثم جمع الخلائق كلهم فقال عز وجل : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية . فهم خير الملإ في الجن والإنس .

                    التالي السابق


                    الخدمات العلمية