الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                991 [ ص: 334 ] 28 - باب قول الله عز وجل: وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون

                                قال ابن عباس : شكركم.

                                التالي السابق


                                قال آدم بن أبي إياس في " تفسيره": نا هشيم ، عن جعفر بن إياس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله: وتجعلون رزقكم أي: شكركم، أنكم تكذبون قال: هو قولهم: مطرنا بنوء كذا وكذا.

                                قال ابن عباس : وما مطر قوم إلا أصبح بعضهم به كافرا، يقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا.

                                ثم خرج في سبب نزولها من رواية الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس .

                                وقد خرجه مسلم في " صحيحه" من رواية عكرمة بن عمار ، حدثني أبو زميل ، حدثني ابن عباس ، قال: مطر الناس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: " أصبح من الناس شاكر، ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة وضعها الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا"، فنزلت هذه الآيةفلا أقسم بمواقع النجوم حتى بلغ وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون

                                وروى عبد الأعلى الثعلبي ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن علي ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم-: وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون قال: " شكركم، تقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا، ونجم كذا وكذا ".

                                خرجه الإمام أحمد ، والترمذي [ ص: 335 ] وقال: حسن غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث إسرائيل ، عن عبد الأعلى .

                                ورواه سفيان عن عبد الأعلى - نحوه- ولم يرفعه.

                                ثم خرجه من طريق سفيان موقوفا على علي .

                                وكان سفيان ينكر على من رفعه.

                                وعبد الأعلى هذا ضعفه الأكثرون. ووثقه ابن معين .

                                وخرج القاضي إسماعيل في كتابه " أحكام القرآن" كلام ابن عباس بالإسناد المتقدم، عن سعيد بن جبير ، أن ابن عباس كان يقرؤها: "وتجعلون شكركم" تقولون: على ما أنزلت من الغيث والرحمة، تقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا، قال: فكان ذلك كفرا منهم لما أنعم الله عليهم.



                                الخدمات العلمية