الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 587 ] ثم دخلت سنة اثنتي عشرة وأربعمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فيها تولى القاضي أبو جعفر أحمد بن محمد السمناني الحسبة والمواريث ببغداد ، وخلع عليه بالسواد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها قال جماعة من المسلمين للملك الكبير يمين الدولة محمود بن سبكتكين : أنت أكبر ملوك الأرض ، وفي كل سنة تفتح طائفة من بلاد الكفر ، وهذه طريق الحج قد تعطلت من مدة سنين ، وفتحك لها أوجب من غيرها . فتقدم إلى قاضي القضاة بعمله أبي محمد الناصحي أن يكون أمير الحج في هذه السنة ، وبعث معه بثلاثين ألف دينار للأعراب ، غير ما جهز من الصدقات إلى الحرمين ، فسار الناس صحبته ، فلما كانوا بفيد اعترضهم الأعراب ، فصالحهم القاضي أبو محمد الناصحي بخمسة آلاف دينار فامتنعوا ، وصمم كبيرهم ، وهو جماز بن عدي ، على أخذ الحجيج ، وركب فرسه ، وجال جولة واستنهض من معه من شياطين العرب ، فتقدم إليه غلام من أهل سمرقند فرماه بسهم فوصل إلى قلبه ، فسقط ميتا ، وانهزمت الأعراب ، وسلك الحجيج الطريق ، فحجوا ورجعوا سالمين آمنين ، ولله الحمد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية