الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حزر ]

                                                          حزر : الحزر حزرك عدد الشيء بالحدس . الجوهري : الحزر التقدير والخرص . والحازر : الخارص . ابن سيده : حزر الشيء يحزره ويحزره حزرا : قدره بالحدس . تقول : أنا أحزر هذا الطعام كذا وكذا قفيزا . والمحزرة : الحزر ، عن ثعلب . والحزر من اللبن : فوق الحامض . ابن الأعرابي : هو حازر وحامز بمعنى واحد . وقد حزر اللبن والنبيذ أي حمض ; ابن سيده : حزر اللبن يحزر حزرا وحزورا قال :


                                                          وارضوا بإحلابة وطب قد حزر



                                                          وحزر كحزر وهو الحزرة ; وقيل : الحزرة ما حزر بأيدي القوم من خيار أموالهم ; قال ابن سيده : ولم يفسر حزر غير أني أظنه زكا أو ثبت فنمى . وحزرة المال : خياره ، وبها سمي الرجل ، وحزيرته كذلك ، ويقال : هذا حزرة نفسي أي خير ما عندي ، والجمع حزرات ، بالتحريك . وفي الحديث عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أنه بعث مصدقا فقال له : لا تأخذ من حزرات أنفس الناس شيئا ، خذ الشارف والبكر ، يعني في الصدقة ; الحزرات جمع حزرة ، بسكون الزاي : خيار مال الرجل ، سميت حزرة لأن صاحبها لم يزل يحزرها في نفسه كلما رآها ، سميت بالمرة الواحدة من الحزر . قال : ولهذا أضيفت إلى الأنفس ; وأنشد الأزهري :


                                                          الحزرات حزرات النفس



                                                          أي هي مما تودها النفس ; وقال آخر :


                                                          وحزرة القلب خيار المال



                                                          قال : وأنشد شمر :


                                                          الحزرات حزرات القلب


                                                          اللبن الغزار غير اللحب


                                                          حقاقها الجلاد عند اللزب



                                                          وفي الحديث : لا تأخذوا حزرات أموال الناس ونكبوا عن الطعام ، ويروى بتقديم الراء ، وهو مذكور في موضعه . وقال أبو سعيد : حزرات الأموال هي التي يؤديها أربابها ، وليس كل المال الحزرة ، قال : وهي العلائق ; وفي مثل العرب :


                                                          واحزرتي وأبتغي النوافلا



                                                          أبو عبيدة : الحزرات نقاوة المال ، الذكر والأنثى سواء ; يقال : هي حزرة ماله وهي حزرة قلبه ; وأنشد شمر :


                                                          ندافع عنهم كل يوم كريهة     ونبذل حزرات النفوس ونصبر



                                                          ومن أمثال العرب : عدا القارص فحزر ; يضرب للأمر إذا بلغ غايته وأفعم . ابن شميل عن المنتجع : الحازر دقيق الشعير وله ريح ليس بطيب . والحزرة : موت الأفاضل . والحزورة : الرابية الصغيرة ، والجمع الحزاور ، وهو تل صغير . الأزهري : الحزور المكان الغليظ ; وأنشد :


                                                          في عوسج الوادي ورضم الحزور



                                                          وقال عباس بن مرداس :


                                                          وذاب لعاب الشمس فيه     وأزرت به قامسات من رعان وحزور



                                                          ووجه حازر : عابس باسر . والحزور والحزور ، بتشديد الواو : الغلام الذي قد شب وقوي ; قال الراجز :


                                                          لن يعدم المطي مني مسفرا     شيخا بجالا وغلاما حزورا



                                                          وقال :


                                                          لن يبعثوا شيخا ولا حزورا     بالفاس ، إلا الأرقب المصدرا



                                                          والجمع حزاور وحزاورة ، زادوا الهاء لتأنيث الجمع . والحزور : الذي قد انتهى إدراكه ; قال بعض نساء العرب :


                                                          إن حري حزور حزابيه     كوطبة الظبية فوق الرابيه
                                                          قد جاء منه غلمة ثمانيه     وبقيت ثقبته كما هيه



                                                          الجوهري : الحزور الغلام إذا اشتد وقوي وخدم ; وقال يعقوب : هو الذي كاد يدرك ولم يفعل . وفي الحديث : كنا مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، غلمانا حزاورة ; هو الذي قارب البلوغ ، والتاء لتأنيث الجمع ، ومنه حديث الأرنب : كنت غلاما حزورا فصدت أرنبا ، ولعله شبهه بحزورة الأرض وهي الرابية الصغيرة . ابن السكيت : يقال للغلام إذا راهق ولم يدرك بعد حزور ، وإذا أدرك وقوي واشتد ، فهو حزور أيضا ; قال النابغة :


                                                          نزع الحزور بالرشاء المحصد



                                                          قال : أراد البالغ القوي . قال : وقال أبو حاتم في الأضداد : الحزور الغلام إذا اشتد وقوي ; والحزور : الضعيف من الرجال وأنشد :


                                                          وما أنا ، إن دافعت مصراع بابه     بذي صولة فان ، ولا بحزور



                                                          وقال آخر :


                                                          إن أحق الناس بالمنيه     حزور ليست له ذريه



                                                          قال : أراد بالحزور هاهنا رجلا بالغا ضعيفا ; وحكى الأزهري عن الأصمعي وعن المفضل قال : الحزور عن العرب ، الصغير غير البالغ ، ومن العرب من يجعل الحزور البالغ القوي البدن الذي قد حمل السلاح ; قال أبو منصور : والقول هو هذا . ابن الأعرابي : الحزرة النبقة المرة ، وتصغر حزيرة . وفي حديث عبد الله بن الحمراء : أنه سمع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وهو واقف بالحزورة من مكة ; قال ابن الأثير : هو موضع عند باب الحناطين وهو بوزن قسورة . قال الشافعي : الناس يشددون الحزورة والحديبية ، وهما مخففتان . وحزيران بالرومية : اسم شهر قبل تموز .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية