الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 706 ] ثم دخلت سنة أربعين وأربعمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      في جمادى الأولى منها مرض الملك أبو كاليجار صاحب بغداد وهو في برية ، ففصد في يوم ثلاث مرات ، وحمل في محفة ، مات ليلة الخميس ، وانتهبت الغلمان الخزائن ، وأحرق الجواري الخيام ، سوى الخيمة التي هو فيها والخركاه التي كان بها ، وولي بعده ابنه أبو نصر ، وسموه الملك الرحيم ، ودخل دار الخلافة في يوم مشهود ، وخلع عليه الخليفة سبع خلع ، وسوره وطوقه ، وجعل على رأسه التاج والعمامة السوداء الرصافية ، ووصاه الخليفة ، ورجع إلى داره ، وجاء الناس لتهنئته .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها دار السور على شيراز وكان دوره اثني عشر ألف ذراع ، وارتفاعه ثمانية أذرع ، وعرضه ستة أذرع ، وفيه أحد عشر بابا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها غزا إبراهيم ينال بلاد الروم ، فغنم مائة ألف رأس ، وأربعة آلاف درع ، وقيل : تسعة عشر ألف درع . ولم يبق بينه وبين القسطنطينية إلا خمسة عشر يوما ، وحمل ما حصل له من المغانم على عشرة آلاف عجلة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها خطب لذخيرة الدين أبي العباس محمد بن الخليفة القائم بأمر الله على المنابر بولاية العهد بعد أبيه ، وحيي بذلك .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 707 ] وفيها اقتتل الروافض والسنة ، وجرت ببغداد فتن يطول ذكرها . ولم يحج أحد من أهل العراق في هذا العام أيضا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية