الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب


            أيام معاوية بن أبى سفيان ، رضي الله عنه ، وملكه

            في الحديث أن الخلافة بعده ، عليه الصلاة والسلام ، ثلاثون سنة ، ثم تكون ملكا ، وقد انقضت الثلاثون سنة بخلافة الحسن بن علي ، فأيام معاوية أول الملك ، فهو أول ملوك الإسلام وخيارهم .

            فعن معاذ بن جبل وأبي عبيدة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن هذا الأمر بدأ رحمة ونبوة ، ثم يكون رحمة وخلافة ، ثم كائن ملكا عضوضا ، ثم كائن عتوا وجبرية وفسادا في الأرض ، يستحلون الحرير والفروج والخمور ، ويرزقون على ذلك وينصرون حتى يلقوا الله عز وجل " .

            وعن عبد الملك بن عمير قال : قال معاوية : والله ما حملني على الخلافة إلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لي : " يا معاوية ، إن ملكت فأحسن " . عن عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص ، عن جده سعيد أن معاوية أخذ الإداوة فتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنظر إليه فقال له : " يا معاوية ، إن وليت أمرا فاتق الله واعدل " . قال معاوية : فما زلت أظن أني مبتلى بعمل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم .

            ومنها حديث راشد بن سعد ، عن معاوية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم " . قال أبو الدرداء : كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنفعه الله بها .

            وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الخلافة بالمدينة ، والملك بالشام " .

            وروى من طريق أبي إدريس ، عن أبى الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي ، فظننت أنه مذهوب به ، فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام " .

            وعن عبد الله بن صفوان قال : قال رجل يوم صفين : اللهم العن أهل الشام . فقال له علي : لا تسب أهل الشام جما غفيرا ; فإن بها الأبدال ، فإن بها الأبدال ، فإن بها الأبدال .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية