الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حقف ]

                                                          حقف : الحقف من الرمل : المعوج ، وجمعه أحقاف وحقوف وحقاف وحقفة ; ومنه قيل لما اعوج : محقوقف . وفي حديث قس : في تنائف حقاف ; وفي رواية أخرى : حقائف ; الحقاف : جمع حقف ، وهو ما اعوج من الرمل واستطال ، ويجمع على أحقاف ، فأما حقائف فجمع الجمع ، أما جمع حقاف أو أحقاف ، وأما قوله تعالى : إذ أنذر قومه بالأحقاف فقيل : هي من الرمال أي أنذرهم هنالك . قال الجوهري : الأحقاف ديار عاد . قال تعالى : واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف قال الفراء : واحدها حقف وهو المستطيل المشرف ، وفي بعض التفسير في قوله : بالأحقاف فقال بالأرض ، قال : والمعروف من كلام العرب الأول ، وقال الليث : الأحقاف في القرآن جبل محيط بالدنيا من زبرجدة خضراء تلتهب يوم القيامة فتحشر الناس من كل أفق ; قالالأزهري : هذا الجبل الذي وصفه يقال له قاف ، وأما الأحقاف فهي رمال بظاهر بلاد اليمن كانت عاد تنزل بها . والحقف : أصل الرمل وأصل الجبل ، وأصل الحائط . وقد احقوقف الرمل إذا طال واعوج . واحقوقف الهلال : اعوج . وكل ما طال واعوج ، فقد احقوقف كظهر البعير وشخص القمر ; قال العجاج :

                                                          [ ص: 176 ]

                                                          ناج طواه الأين مما وجفا طي الليالي زلفا فزلفا     سماوة الهلال حتى احقوقفا



                                                          وظبي حاقف فيه قولان : أحدهما أن معناه صار في حقف ، والآخر أنه ربض واحقوقف ظهره . الأزهري : الظبي الحاقف يكون رابضا في حقف من الرمل أو منطويا كالحقف . وقال ابن شميل : جمل أحقف خميص . قال ابن سيده : وكل موضع دخل فيه فهو حقف . ورجل حاقف إذا دخل في الموضع ; كل ذلك عن ثعلب . وفي الحديث : أنه صلى الله عليه وسلم مر هو وأصحابه وهم محرمون بظبي حاقف في ظل شجرة ; هو الذي نام وانحنى وتثنى في نومه ، ولهذا قيل للرمل إذا كان منحنيا حقف ، وكانت منازل قوم عاد بالرمال .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية