الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حنث ] ] حنتم : الحنتم : جرار خضر تضرب إلى الحمرة قال طفيل يصف سحابا :

                                                          حنث : الحنث : الخلف في اليمين . حنث في يمينه حنثا وحنثا : لم يبر فيها ، وأحنثه هو . تقول : أحنثت الرجل في يمينه فحنث إذا لم يبر فيها . وفي الحديث : ( اليمين حنث أو مندمة ) الحنث في اليمين : نقضها والنكث فيها ، وهو من الحنث : الإثم ; يقول : إما أن يندم على ما حلف عليه أو يحنث فتلزمه الكفارة . وحنث في يمينه أي أثم . وقال خالد بن جنبة : الحنث أن يقول الإنسان غير الحق ; وقال ابن شميل : على فلان يمين قد حنث فيها ، وعليه أحناث كثيرة ; وقال : فإنما اليمين حنث أو ندم . والحنث : حنث اليمين إذا لم تبر . والمحانث مواقع الحنث . والحنث : الذنب العظيم والإثم ; وفي التنزيل العزيز : وكانوا يصرون على الحنث العظيم يصرون أي يدومون ; وقيل : هو الشرك ، وقد فسرت به هذه الآية أيضا ; قال :


                                                          من يتشاءم بالهدى ، فالحنث شر



                                                          أي الشرك شر . وتحنث : تعبد واعتزل الأصنام ، مثل تحنف . وبلغ الغلام الحنث أي الإدراك والبلوغ ; وقيل إذا بلغ مبلغا جرى عليه القلم بالطاعة والمعصية ; وفي الحديث : ( من مات له ثلاث من الولد ، لم يبلغوا الحنث ، دخل من أي أبواب الجنة شاء ) أي لم يبلغوا مبلغ الرجال ويجري عليهم القلم فيكتب عليهم الحنث والطاعة ; يقال : بلغ الغلام الحنث أي المعصية والطاعة . والحنث : الإثم ; وقيل : الحنث الحلم . وفي الحديث : أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، كان ، قبل أن يوحى إليه ، يأتي حراء ، وهو جبل بمكة فيه غار ، وكان يتحنث في الليالي أي يتعبد . وفي رواية عائشة ، رضي الله عنها : كان يخلو بغار حراء ، فيتحنث فيه ; وهو التعبد الليالي ذوات العدد ، قال ابن سيده : وهذا عندي على السلب ، كأنه ينفي بذلك الحنث الذي هو الإثم ، عن نفسه ، كقوله تعالى : ومن الليل فتهجد به نافلة لك أي انف الهجود عن عينك ; ونظيره : تأثم وتحوب أي نفى الإثم والحوب ; وقد يجوز أن تكون ثاء يتحنث بدلا من فاء يتحنف . وفلان يتحنث من كذا أي يتأثم منه ; ابن الأعرابي : قوله يتحنث أي يفعل فعلا يخرج به من الحنث ، وهو الإثم والحرج ; ويقال : هو يتحنث أي يتعبد لله ; قال : وللعرب أفعال تخالف معانيها ألفاظها ; يقال : فلان يتنجس إذا فعل فعلا يخرج به من النجاسة ، كما يقال : فلان يتأثم ويتحرج إذا فعل فعلا يخرج به من الإثم والحرج . وروي عن حكيم بن حزام أنه قال لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم : أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية من صلة رحم وصدقة ، هل لي فيها من أجر ؟ فقال له ، صلى الله عليه وسلم : أسلمت على ما سلف لك من خير ; أي أتقرب إلى الله بأفعال في الجاهلية ; يريد بقوله : كنت أتحنث أي أتعبد وألقي بها الحنث أي الإثم عن نفسي . ويقال للشيء الذي يختلف الناس فيه فيحتمل وجهين : محلف ومحنث . والحنث : الرجوع في اليمين . والحنث : الميل من باطل إلى حق ، ومن حق إلى باطل . يقال : قد حنثت أي ملت إلى هواك علي ، وقد حنثت مع الحق على هواك ; وفي حديث عائشة : ولا أتحنث إلى نذري أي لا أكتسب الحنث ، وهو الذنب ، وهذا بعكس الأول ; وفي الحديث : يكثر فيهم أولاد الحنث أي أولاد الزنا ، من الحنث المعصية ، ويروى بالخاء المعجمة والباء الموحدة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية