الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حوص ]

                                                          حوص : حاص الثوب يحوصه حوصا وحياصة : خاطه . وفي حديث علي ، كرم الله وجهه : أنه اشترى قميصا فقطع ما فضل من الكمين عن يده ثم قال للخياط : حصه أي : خط كفافه ، ومنه قيل للعين الضيقة : حوصاء ، كأنما خيط بجانب منها ؛ وفي حديثه الآخر : كلما حيصت من جانب تهتكت من آخر . وحاص عين صقره يحوصها حوصا وحياصة : خاطها ، وحاص شقوقا في رجله كذلك ، وقيل : الحوص الخياطة بغير رقعة ، ولا يكون ذلك إلا في جلد أو خف بعير . والحوص : ضيق في مؤخر العين حتى كأنها خيطت ، وقيل : هو ضيق مشقها ، وقيل : هو ضيق في إحدى العينين دون الأخرى . وقد حوص يحوص حوصا وهو أحوص وهي حوصاء ، وقيل : الحوصاء من الأعين التي ضاق مشقها ، غائرة كانت أو جاحظة ، قال الأزهري : الحوص عند جميعهم ضيق في العينين معا . رجل أحوص إذا كان في عينيه ضيق . ابن الأعرابي : الحوص ، بفتح الحاء ، الصغار العيون وهم الحوص . قال الأزهري : من قال حوصا أراد أنهم ذوو حوص ، والخوص ، بالخاء : ضيق في مقدمها . وقال الوزير : الأحيص الذي إحدى عينيه أصغر من الأخرى . الجوهري : الحوص الخياطة والتضييق بين الشيئين . قال ابن بري : الحوص الخياطة المتباعدة . وقولهم : لأطعنن في حوصهم أي : لأخرقن ما خاطوا وأفسدن ما أصلحوا ؛ قال أبو زيد : لأطعنن في حوصك أي : لأكيدنك ولأجهدن في هلاكك . وقال النضر : من أمثال العرب : طعن فلان في حوص ليس منه في شيء إذا مارس ما لا يحسنه وتكلف ما لا يعنيه . وقال ابن بري : ما طعنت في حوصه أي : ما أصبت في قصدك . وحاص فلان سقاءه إذا وهى ولم يكن معه سراد يخرزه به فأدخل فيه عودين وشد الوهي بهما . والحائص : الناقة التي لا يجوز فيها قضيب الفحل كأن بها رتقا ؛ وقال الفراء : الحائص مثل الرتقاء في النساء . ابن شميل : ناقة محتاصة وهي التي احتاصت رحمها دون الفحل فلا يقدر عليها الفحل ، وهو أن تعقد حلقا على رحمها فلا يقدر الفحل أن يجيز عليها . يقال : قد احتاصت الناقة واحتاصت رحمها سواء ، وناقة حائص ومحتاصة ، ولا يقال حاصت الناقة . ابن الأعرابي : الحوصاء الضيقة الحياء ، قال : والمحياص الضيقة الملاقي . وبئر حوصاء : ضيقة . ويقال : هو يحاوص فلانا ، أي : ينظر إليه بمؤخر عينه ويخفي ذلك . والأحوصان : من بني جعفر بن كلاب ويقال لآلهم الحوص والأحاوصة والأحاوص . الجوهري : الأحوصان الأحوص بن جعفر بن كلاب واسمه ربيعة وكان صغير العينين ، وعمرو بن الأحوص وقد رأس ؛ وقول الأعشى :


                                                          أتاني ، وعيد الحوص من آل جعفر فيا عبد عمرو ، لو نهيت الأحاوصا



                                                          يعني عبد بن عمرو بن شريح بن الأحوص ، وعنى بالأحاوص من ولده الأحوص ، منهم عوف بن الأحوص ، وعمرو بن الأحوص ، وشريح بن الأحوص ، وربيعة بن الأحوص ، وكان علقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص نافر عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر فهجا الأعشى علقمة ومدح عامرا فأوعدوه بالقتل ؛ وقال ابن سيده في معنى بيت الأعشى : إنه جمع على فعل ثم جمع على أفاعل ؛ قال أبو علي : القول فيه عندي أنه جعل الأول قول من قال العباس والحارث ؛ وعلى هذا ما أنشده الأصمعي :


                                                          أحوى من العوج وقاح الحافر



                                                          قال : وهذا مما يدلك من مذاهبهم على صحة قول الخليل في العباس والحارث إنهم قالوه بحرف التعريف لأنهم جعلوه للشيء بعينه ، ألا ترى أنه لو لم يكن كذلك لم يكسروه تكسيره ؟ قال : فأما الآخر فإنه يحتمل عندي ضربين يكون على قول من قال عباس وحرث ، ويكون على النسب مثل الأحامرة والمهالبة ، كأنه جعل كل واحد حوصيا . والأحوص : اسم شاعر . والحوصاء : فرس توبة بن الحمير . وفي الحديث ذكر حوصاء ، بفتح الحاء والمد ، هو موضع بين وادي القرى وتبوك نزله سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، حيث سار إلى تبوك ، وقال ابن إسحاق : هو بالضاد المعجمة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية