الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حوم ]

                                                          حوم : الحوم : القطيع الضخم من الإبل أكثره إلى الألف ؛ قال رؤبة :


                                                          ونعما حوما بها مؤبلا



                                                          وقيل : هي الإبل الكثيرة من غير أن يحد عددها . وحومة كل شيء : معظمه كالبحر والحوض والرمل . والحومة : أكثر موضع في البحر ماء وأغمره ، وكذلك في الحوض . وحومة القتال : معظمه وأشد موضع فيه ، وكذلك من الرمل والماء وغيره ، وأنشد ابن بري لرؤبة :

                                                          حتى إذا كرعن في الحوم المهق

                                                          وحومة الماء : غمرته ؛ عن اللحياني . والحومان : دومان الطائر يدوم ويحوم حول الماء . وفي حديث ابن عمر : ما ولي أحد إلا حام على قرابته أي : عطف كفعل الحائم على الماء ، ويروى حامى . وحام الطائر على الشيء حوما وحومانا : دوم . والطائر يحوم حول الماء ويلوب إذا كان يدور حوله من العطش . الجوهري : حام الطائر وغيره حول الشيء يحوم حوما وحومانا أي : دار . وفي حديث الاستسقاء : ( اللهم ارحم بهائمنا الحائمة ) هي التي تحوم حول الماء أي : تطوف فلا تجد ماء ترده ، وحامت الإبل حول الماء حوما كذلك . وكل من رام أمرا فقد حام عليه حوما وحياما وحئوما وحومانا . والحوم : اسم للجمع ، وقيل : جمع . وكل عطشان حائم . وإبل حوائم وحوم : عطاش جدا ؛ الأصمعي : الحوم من الإبل العطاش التي تحوم حول الماء ؛ وقال الأصمعي في قول علقمة بن عبدة :


                                                          كأس عزيز من الأعناب عتقها     لبعض أربابها ، حانية حوم



                                                          قال : الحوم الكثيرة ، وقال خالد بن كلثوم : الحوم التي تحوم في الرأس أي : تدور ، والمعتقة : التي طال مكثها . وهامة حائمة : عطشى ، وفي التهذيب : قد عطش دماغها . والحومانة : مكان غليظ منقاد ، وجمعه حومان وحوامين . وقال أبو حنيفة : الحومان من السهل ما أنبت العرفج ، وقرئ بخط شمر لأبي خيرة قال : الحومان واحدتها حومانة شقائق بين الجبال ، وهي أطيب الحزونة ، ولكنها جلد ليس فيها إكام ولا أبارق . وقال أبو عمرو : ما كان فوق الرمل ودونه حين تصعده أو تهبطه . وفي حديث وفد مذحج : كأنها أخاشب بالحومانة أي : الأرض الغليظة المنقادة . والحومان : نبات بالبادية ، واحدته حومانة ؛ قال أبو منصور : لم أسمع الحومان في أسماء النبات لغير الليث ؛ قال : وأظنه وهما . وحام : أحد أولاد نبي الله نوح ، عليه السلام ، وهو أبو السودان ؛ يقال : غلام حامي وعبد حامي . والحومان : موضع ؛ قال لبيد يصف ثور وحش :


                                                          وأضحى يقتري الحومان فردا     كنصل السيف حودث بالصقال



                                                          الأزهري : وردت ركية في جو واسع يلي طرفا من أطراف الدو يقال لها ركية الحومانة قال : ولا أدري الحومان فوعال من حمن ، أو فعلان من حام .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية