الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 376 ] ثم دخلت سنة إحدى وخمسين وخمسمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      في المحرم منها دخل السلطان سليمان شاه بن محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي إلى بغداد وعلى رأسه الشمسية ، فتلقاه الوزير ابن هبيرة وأدخله على الخليفة ، فقبل الأرض وحلفه على الطاعة وصفاء النية والمناصحة والمودة ، وخلع عليه خلع الملوك ، وتقرر أن للخليفة العراق ولسليمان شاه ما يفتحه من خراسان ثم خطب له ببغداد بعد الملك سنجر ، ثم خرج منها في ربيع الأول فاقتتل هو والسلطان محمد بن محمود بن ملكشاه ، فهزمه محمد وهزم عسكره ، فذهب هاربا فتلقاه نائب قطب الدين مودود بن زنكي صاحب الموصل فأسره وحبسه بقلعة الموصل وأكرمه مدة حبسه وخدمه ، وهذا من أغرب الاتفاقات .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها ملكت الفرنج المهدية من بلاد المغرب بعد حصار شديد . وفيها فتح نور الدين محمود بن زنكي قلعة تل حارم واقتلعها من أيدي الفرنج ، وكانت من أحصن القلاع وأمنع البقاع وذلك بعد قتال عظيم ووقعة هائلة كانت من أكبر الفتوحات ، وقد امتدحه الشعراء عند ذلك . وفيها هرب الملك سنجر من الأسر وعاد إلى ملكه بمرو ، وكان له في أيديهم نحو من خمس سنين . وفيها استعمل عبد المؤمن أولاده على بلاده ; استناب كل واحد في بلد كبير .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية