الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن بنت السدي ( د ، ت ، ق )

                                                                                      الشيخ الإمام محدث الكوفة ، أبو محمد ، وقيل : أبو إسحاق ، إبراهيم بن موسى الفزاري الكوفي سبط إسماعيل السدي .

                                                                                      سمع عمر بن شاكر الراوي عن أنس ، وشريك بن عبد الله ، ومالك بن أنس ، وعبد الرحمن بن أبي الزناد ، وطبقتهم . حدث عنه : أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه ، وابن خزيمة عروبة ، وخلق .

                                                                                      قال أبو حاتم : صدوق . سمعته يقول : سمتني أمي باسم إسماعيل السدي ، فسأله عن قرابته من السدي ، فأنكر أن يكون ابن بنته ، وإذا قرابته منه بعيدة . فهذه رواية ثابتة تدفع أنه ابن ابنة السدي ، لكنه شيء غلب عليه . وكان من شيعة الكوفة . وقيل : كان غاليا .

                                                                                      قال عبدان الأهوازي : أنكر علينا أبو بكر بن أبي شيبة ، أو هناد مضينا [ ص: 177 ] إلى إسماعيل بن موسى ، وقال : أيش عملتم عند ذاك الفاسق الذي يشتم السلف؟ رواها ابن عدي . ثم قال : أوصل عن مالك حديثين ، وتفرد عن شريك بأحاديث ، وإنما أنكروا غلوه في التشيع .

                                                                                      وقال علي بن جعفر : أخبرنا إسماعيل بن بنت السدي قال : كنت في مجلس مالك ، فسئل عن فريضة ، فأجاب بقول زيد ، فقلت ما قال فيها علي وابن مسعود - رضي الله عنهما - فأومأ إلى الحجبة ، فلما هموا بي عدوت وأعجزتهم ، فقالوا : ما نصنع بكتبه ومحبرته ؟ فقال : اطلبوه برفق ، فجاءوا إلي فجئت معهم . فقال مالك : من أين أنت ؟ قلت : من الكوفة قال : فأين خلفت الأدب ؟ فقلت : إنما ذاكرتك لأستفيد . فقال : إن عليا وعبد الله لا ينكر فضلهما ، وأهل بلدنا على قول زيد بن ثابت ، إذا كنت بين قوم ، فلا تبدأهم بما لا يعرفون ، فيبدأك منهم ما تكره .

                                                                                      توفي إسماعيل الفزاري في سنة خمس وأربعين ومائتين . وكان من أبناء التسعين ، سامحه الله . ومات معه أحمد بن عبدة الضبي ، وهشام بن عمار ، وأبو الحسن أحمد بن محمد النبال مقرئ مكة ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، وأحمد بن نصر النيسابوري ، وذو النون المصري الواعظ ، وسوار بن عبد الله العنبري ، وعبد الله بن عمران العابدي ، ودحيم ، ومحمد بن رافع ، وأبو تراب النخشبي الزاهد

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية