الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ألت ]

                                                          ألت : الألت : الحلف . وألته بيمين ألتا : شدد عليه . وألت عليه : طلب منه حلفا أو شهادة يقوم له بها . ورويعن عمر - رضي الله عنه - : أن رجلا قال له : اتق الله يا أمير المؤمنين ، فسمعها رجل فقال : أتألت على أمير المؤمنين ؟ فقال عمر : دعه ، فلن يزالوا بخير ما قالوها لنا ; قال ابن الأعرابي : معنى قوله أتألته أتحطه بذلك ؟ أتضع منه ؟ أتنقصه ؟ قال أبو منصور : وفيه وجه آخر ، وهو أشبه بما أراد الرجل ; وروي عن الأصمعي أنه قال : ألته يمينا يألته ألتا إذا أحلفه ، كأنه لما قال له : اتق الله فقد نشده بالله . تقول العرب : ألتك بالله لما فعلت كذا ، معناه : نشدتك بالله . والألت : القسم ; يقال : إذا لم يعطك حقك فقيده بالألت . وقال أبو عمرو : الألتة اليمين الغموس . والألتة : العطية الشقنة . وألته أيضا : حبسه عن وجهه وصرفه ، مثل لاته يليته ، وهما لغتان ، حكاهما اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء . وألته ماله وحقه يألته ألتا ، وألاته ، وآلته إياه : نقصه . وفي التنزيل العزيز : وما ألتناهم من عملهم من شيء . قال الفراء : الألت النقص ، وفيه لغة أخرى : وما لتناهم ، بكسر اللام ; وأنشد في الألت :


                                                          أبلغ بني ثعل ، عني مغلغلة جهد الرسالة لا ألتا ولا كذبا



                                                          ألته عن وجهه أي حبسه . يقول : لا نقصان ولا زيادة . وفي حديث عبد الرحمن بن عوف يوم الشورى : ولا تغمدوا سيوفكم عن أعدائكم ، فتولتوا أعمالكم ; قال القتيبي : أي تنقصوها ; يريد أنهم كانت لهم أعمال في الجهاد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا هم تركوها ، وأغمدوا سيوفهم ، واختلفوا نقصوا أعمالهم ; يقال : لات يليت ، وألت يألت ، وبها نزل القرآن ، قال : ولم أسمع أولت يولت إلا في [ ص: 132 ] هذا الحديث . قال : وما ألتناهم من عملهم من شيء ; يجوز أن يكون من ألت ، ومن ألات ، قال : ويكون ألاته يليته إذا صرفه عن الشيء . والألت : البهتان ; عن كراع . وأليت : موضع ; قال كثير عزة :


                                                          بروضة أليت وقصر خناثى

                                                          قال ابن سيده : وهذا البناء عزيز ، أو معدوم ، إلا ما حكاه أبو زيد من قولهم : عليه سكينة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية