الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      أبو خيثمة ( خ ، م ، د ، س ، ق )

                                                                                      زهير بن حرب بن شداد الحرشي النسائي ، ثم البغدادي الحافظ الحجة ، أحد أعلام الحديث ، مولى بني الحريش بن كعب بن عامر بن صعصعة ، وكان اسم جده أشتال ، فعرب ، وقيل : شداد .

                                                                                      نزل بغداد بعد أن أكثر التطواف في العلم ، وجمع وصنف ، وبرع في هذا الشأن هو وابنه وحفيده محمد بن أحمد ، وقل أن اتفق هذا لثلاثة على نسق .

                                                                                      ولد أبو خيثمة سنة ستين ومائة قاله ابنه أبو بكر .

                                                                                      وحدث عن : جرير بن عبد الحميد ، وهشيم ، وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي ، وعبدة بن سليمان ، والوليد بن مسلم ، وسفيان بن عيينة ، وأبي معاوية الضرير ، ووكيع ، ويحيى القطان ، وأبي سفيان محمد بن حميد ، ومروان بن معاوية ، ويزيد بن هارون ، وحفص بن غياث ، والقاسم بن مالك ، وابن فضيل ، وعبد الرزاق ، وبشر بن السري ، وروح ، وشبابة ، ومعن بن عيسى ، وابن علية ، وخلائق . وينزل إلى عفان ، ومعلى بن منصور ، وكامل بن طلحة الجحدري ، ونحوهم .

                                                                                      روى عنه : الشيخان ، وأبو داود ، وابن ماجه ، وروى النسائي عن [ ص: 490 ] رجل عنه ، وروى عنه أبو زرعة ، وأبو حاتم ، وإبراهيم الحربي ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، وبقي بن مخلد ، وأحمد بن علي المروزي ، وأبو يعلى الموصلي ، وموسى بن هارون ، وأبو القاسم البغوي ، وخلق .

                                                                                      وثقه يحيى بن معين .

                                                                                      وروى علي بن الحسين بن الجنيد ، عن يحيى بن معين ، قال : أبو خيثمة يكفي قبيلة .

                                                                                      وقال أبو حاتم : صدوق .

                                                                                      وقال يعقوب بن شيبة : هو أثبت من ابن أبي شيبة ، كان في عبد الله - يعني : ابن أبي شيبة - تهاون في الحديث لم يكن يفصل هذه الأشياء ; يعني : الألفاظ .

                                                                                      وقال جعفر الفريابي : سألت محمد بن عبد الله بن نمير : أيما أحب إليك أبو خيثمة ، أو أبو بكر بن أبي شيبة ؟ فقال : أبو خيثمة ، وجعل يطري أبا خيثمة ، ويضع من أبي بكر .

                                                                                      وقال أبو عبيد الآجري : قلت لأبي داود : أبو خيثمة حجة في الرجال ؟ قال : ما كان أحسن علمه .

                                                                                      وقال النسائي : ثقة مأمون .

                                                                                      وقال الحسين بن قهم : ثقة ثبت .

                                                                                      قال الحافظ أبو بكر الخطيب : كان ثقة ثبتا حافظا متقنا .

                                                                                      قلت : من المكثرين عنه ولده ، وأبو يعلى . ووقع لي من عواليه .

                                                                                      قال أبو بكر : مات أبي في خلافة المتوكل ، ليلة الخميس لسبع [ ص: 491 ] خلون من شعبان ، سنة أربع وثلاثين ومائتين ، وهو ابن أربع وسبعين سنة ، رحمه الله .

                                                                                      أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد ، وأبو العباس أحمد بن محمد ، ومحمد بن إبراهيم النحوي ، وطائفة ، قالوا : أخبرنا أبو المنجى عبد الله بن عمر العتابي ( ح ) ، وأخبرنا أحمد بن إسحاق الهمذاني ، أخبرنا زكريا بن علي ، قالا : أخبرنا عبد الأول بن عيسى ، أخبرتنا بيبى بنت عبد الصمد الهرثمية ، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، أخبرني روح بن القاسم ، عن عطاء بن أبي ميمونة ، عن أنس بن مالك ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتبرز لحاجته ، فآتيه بماء يغتسل به .

                                                                                      أخرجه مسلم عن أبي خيثمة ، فوقع عاليا من الموافقات .

                                                                                      أخبرنا علي بن أحمد بن عبد المحسن الحسيني قراءة عليه ، أخبرنا محمد بن أحمد بن عمر الحافظ ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغواني ، أخبرنا محمد بن محمد بن علي الزينبي ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص ، أخبرنا أبو القاسم البغوي ، حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب ، وشجاع بن مخلد ، والحسن بن عرفة ، قالوا : أخبرنا هشيم ، أخبرنا حميد ، عن أنس ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اعتدلوا في [ ص: 492 ] صفوفكم وتراصوا ; فإني أراكم من وراء ظهري زاد شجاع ، والحسن : قال أنس : فلقد رأيت أحدنا يلصق منكبه بمنكب صاحبه ، وقدمه بقدمه ، فلو ذهبت أفعل هذا اليوم ، لنفر أحدكم كأنه بغل شموس .

                                                                                      هذا حديث صحيح غريب . وقد وقع لنا شيء كثير من موافقات أبي خيثمة في " مسند " أبي يعلى الموصلي .

                                                                                      ذكر ولده : هو الحافظ الكبير المجود أبو بكر : أحمد بن أبي خيثمة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية