الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 374 ] خلافة عمر بن عبد العزيز بن مروان

[99 - 101 هـ]


الخليفة الصالح، أبو حفص، خامس الخلفاء الراشدين.

قال سفيان الثوري: (الخلفاء خمسة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمر بن عبد العزيز) أخرجه أبو داود في «سننه».

ولد عمر بحلوان، قرية بمصر، وأبوه أمير عليها سنة إحدى - وقيل: ثلاث وستين، وأمه: أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب.

وكان بوجه عمر شجة؛ ضربته دابة في جبهته، وهو غلام، فجعل أبوه يمسح الدم عنه ويقول: (إن كنت أشج بني أمية ... إنك لسعيد) أخرجه ابن عساكر.

وكان عمر بن الخطاب يقول: (من ولدي رجل بوجهه شجة يملأ الأرض عدلا)، أخرجه الترمذي في «تاريخه»، فصدق ظن أبيه فيه.

وأخرج ابن سعد: أن عمر بن الخطاب قال: (ليت شعري!! من ذو الشين من ولدي؛ الذي يملؤها عدلا كما ملئت جورا؟).

وأخرج عن ابن عمر قال: (كنا نتحدث أن الدنيا لا تنقضي حتى يلي رجل من [ ص: 375 ] آل عمر، يعمل بمثل عمل عمر)، فكان بلال بن عبد الله بن عمر بوجهه شامة، وكانوا يرون أنه هو، حتى جاء الله بعمر بن عبد العزيز.

روى عمر بن عبد العزيز عن أبيه، وأنس، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وابن قارظ، ويوسف بن عبد الله بن سلام، وعامر بن سعد، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وأبي بكر بن عبد الرحمن، والربيع بن سبرة، وطائفة.

روى عنه: الزهري، ومحمد بن المنكدر، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومسلمة بن عبد الملك، ورجاء بن حيوة، وخلائق كثيرون.

التالي السابق


الخدمات العلمية