الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ أبه ]

                                                          أبه : أبه له يأبه أبها ، وأبه له وبه أبها : فطن . وقال بعضهم : أبه للشيء أبها نسيه ثم تفطن له . وأبه الرجل : فطنه ، وأبهه : نبهه ؛ كلاهما عن كراع ، والمعنيان متقاربان . الجوهري : ما أبهت للأمر آبه أبها ، ويقال أيضا : ما أبهت له - بالكسر - آبه أبها مثل نبهت نبها . قال ابن بري : وآبهته أعلمته ؛ وأنشد لأمية :


                                                          إذ آبهتهم ولم يدروا بفاحشة وأرغمتهم ولم يدروا بما هجعوا



                                                          وفي حديث عائشة رضي الله عنها في التعوذ من عذاب القبر : " أشيء أوهمته لم آبه له أو شيء ذكرته إياه أي لا أدري أهو شيء ذكره النبي وكنت غفلت عنه فلم آبه له ، أو شيء ذكرته إياه وكان يذكره بعد " . والأبهة : العظمة والكبر . ورجل ذو أبهة أي : ذو كبر وعظمة . وتأبه فلان على فلان تأبها إذا تكبر ورفع قدره عنه ؛ وأنشد ابن بري لرؤبة :


                                                          وطامح من نخوة التأبه



                                                          وفي كلام علي عليه السلام : كم من ذي أبهة قد جعلته حقيرا ؛ الأبهة ، بالضم والتشديد للباء : العظمة والبهاء . وفي حديث معاوية : إذا لم يكن المخزومي ذا بأو وأبهة لم يشبه قومه ؛ يريد أن بني مخزوم أكثرهم يكونون هكذا . وفي الحديث : " رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له أي لا يحتفل به لحقارته . ويقال للأبح : أبه ، وقد به يبه أي : بح يبح .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية