الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3265 (2) باب

                                                                                              النهي عن الغدر ، وما جاء أن الحرب خدعة

                                                                                              [ 1255 ] عن ابن عمر ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ، يرفع لكل غادر لواء ، فقيل: هذه غدرة فلان ابن فلان .

                                                                                              رواه أحمد ( 2 \ 48 ) والبخاري (6178)، ومسلم (1735) (9)، وأبو داود (2756)، والترمذي (1581).

                                                                                              [ ص: 520 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 520 ] (2) ومن باب: النهي عن الغدر

                                                                                              قوله : ( لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له ) ; هذا منه - صلى الله عليه وسلم - خطاب للعرب بنحو ما كانت تفعل ، وذلك : أنهم يرفعون للوفاء راية بيضاء ، وللغدر راية سوداء ، ليشهروا به الوفي ، فيعظموه ، ويمدحوه ، والغادر فيذموه ، ويلوموه بغدره . وقد شاهدنا هذا فيهم عادة مستمرة إلى اليوم . فمقتضى هذا الحديث : أن الغادر يفعل به مثل ذلك ; ليشهر بالخيانة والغدر ، فيذمه أهل الموقــف ، ولا يبعد أن يكون الوفي بالعهد يرفع له لواء يعرف به وفاؤه وبره ، فيمدحه أهل الموقــف ، كما يرفع لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - لواء الحمد فيحمده كل من في الموقــف .




                                                                                              الخدمات العلمية