الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3323 (19) باب

                                                                                              كتب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الملوك يدعوهم

                                                                                              [ 1290 ] عن أنس: أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- كتب إلى كسرى وإلى قيصر ، وإلى النجاشي: وإلى كل جبار ، يدعوهم إلى الله ، وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي-صلى الله عليه وسلم- .

                                                                                              وقد رواه من طريقين ، ولم يذكر : وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                              رواه مسلم (1774) والترمذي (2718).

                                                                                              [ ص: 612 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 612 ] (19) ومن باب: كتب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الملوك يدعوهم

                                                                                              قوله : ( وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -) ; هذا تحرز من الراوي ; لئلا يظن أن النجاشي المسمى : أصحمة ; الذي هاجر إليه أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو هذا ، وليس كذلك ; لأن هذا احتاج في إسلامه إلى أن يدعوه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الإسلام ، ويكاتبه في ذلك ، ولم يحتج أصحمة إلى شيء من ذلك ، بل بنفس ما سمع القرآن من جعفر وأصحابه الذين هاجروا إلى أرضه ، وأخبر بقواعد الإسلام ، وبمحاسنه ، ورأى ما كان الصحابة عليه ، أحب دين الإسلام ، وانقاد إليه ، وصرح بأنه على اعتقاد المسلمين في عيسى - عليه السلام- ، وعرض على أهل مملكته الدخول في الإسلام ، فلما رأى نفرتهم ، ويئس منهم ، كتم إسلامه تقية على نفسه ، منتظرا التخلص منهم ، إلى أن توفي على الإسلام والإيمان بشهادة [ ص: 613 ] رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له بذلك ، حيث نعاه لهم ، وقال : (إن أخا لكم بأرض الحبشة قد مات ، فقوموا ، فصلوا عليه) ; كما تقدم في الجنائز ، وإنما النجاشي الذي كاتبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آخر غير هذا من ملوك الحبشة ، إما في جهة أخرى ، أو بعد موت أصحمة . والله تعالى أعلم .

                                                                                              وهذه الأحاديث كلها تدل على جواز مفاتحة الكفار بالمكاتبة . وهو حكم لم يختلف فيه .




                                                                                              الخدمات العلمية