الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ أمه ]

                                                          أمه : الأميهة : جدري الغنم ، وقيل : هو بثر يخرج بها كالجدري أو الحصبة ، وقد أمهت الشاة تؤمه أمها وأميهة ; قال ابن سيده : هذا قول أبي عبيدة ، وهو خطأ لأن الأميهة اسم لا مصدر ، إذ ليست فعيلة من أبنية المصادر . وشاة أميهة : مأموهة ; قال الشاعر :


                                                          طبيخ نحاز أو طبيخ أميهة صغير العظام سيئ القشم أملط



                                                          يقول : كانت أمه حاملة به وبها سعال أو جدري فجاءت به ضاويا ، والقشم هو اللحم أو الشحم . ابن الأعرابي : الأمه النسيان ، والأمه الإقرار ، والأمه الجدري . قال الزجاج : وقرأ ابن عباس : ( وادكر بعد أمه ) ، قال : والأمه النسيان . ويقال : قد أمه ، بالكسر ، يأمه أمها هذا الصحيح بفتح الميم ، وكان أبو الهيثم يقرأ : ( بعد أمه ) ، ويقول : بعد أمه خطأ . أبو عبيدة : أمهت الشيء فأنا آمهه أمها إذا نسيته ; قال الشاعر :


                                                          أمهت وكنت لا أنسى حديثا     كذاك الدهر يودي بالعقول



                                                          قال : وادكر بعد أمه ، قال أبو عبيد : هو الإقرار ومعناه أن يعاقب ليقر فإقراره باطل . ابن سيده : الأمه الإقرار والاعتراف ، ومنه حديث الزهري : من امتحن في حد فأمه ثم تبرأ فليست عليه عقوبة ، فإن عوقب فأمه فليس عليه حد إلا أن يأمه من غير عقوبة . قال أبو عبيد : ولم أسمع الأمه الإقرار إلا في هذا الحديث ، وفي الصحاح : قال هي لغة غير مشهورة ، قال : ويقال أمهت إليه في أمر فأمه إلي أي عهدت إليه فعهد إلي . الفراء : أمه الرجل ، فهو مأموه ، وهو الذي ليس عقله معه . الجوهري : يقال في الدعاء في الإنسان آهة وأميهة . التهذيب وقولهم آهة وأميهة . الآهة من التأوه ، والأميهة الجدري . ابن سيده : الأمهة لغة في الأم . قال أبو بكر : الهاء في أمهة أصلية ، وهي فعلة بمنزلة ترهة وأبهة ، وخص بعضهم بالأمهة من يعقل وبالأم ما لا يعقل ; قال قصي :


                                                          عبد يناديهم بهال وهب     أمهتي خندف والياس أبي
                                                          حيدرة خالي لقيط وعلي     وحاتم الطائي وهاب المئي



                                                          ، وقال زهير فيما لا يعقل :


                                                          وإلا فإنا بالشربة فاللوى     نعقر أمات الرباع ونيسر



                                                          ، وقد جاءت الأمهة فيما لا يعقل ; كل ذلك عن ابن جني ، والجمع أمهات وأمات . التهذيب : ويقال في جمع الأم من غير الآدميين أمات ، بغير هاء ; قال الراعي :


                                                          كانت نجائب منذر ومحرق     أماتهن ، وطرقهن فحيلا



                                                          وأما بنات آدم فالجمع أمهات ; وقوله :


                                                          وإن منيت أمات الرباع



                                                          والقرآن العزيز نزل بأمهات ، وهو أوضح دليل على أن الواحدة أمهة . وتأمه أما : اتخذها كأنه على أمهة ; قال ابن سيده : وهذا يقوي كون الهاء أصلا ، لأن تأمهت تفعلت بمنزلة تفوهت وتنبهت . التهذيب : والأم في كلام العرب أصل كل شيء واشتقاقه من الأم ، وزيدت الهاء في الأمهات لتكون فرقا بين بنات آدم وسائر إناث الحيوان ، قال : وهذا القول أصح القولين ، قال الأزهري : وأما الأم فقد قال بعضهم : الأصل أمة ، وربما قالوا أمهة ، قال : والأمهة أصل قولهم أم . قال ابن بري : [ ص: 168 ] وأمهة الشباب كبره وتيهه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية