الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 399 ] خلافة يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم [101 - 105 هـ]

أبو خالد، الأموي الدمشقي، ولد سنة إحدى وسبعين، وولي الخلافة بعد عمر بن عبد العزيز بعهد من أخيه سليمان؛ كما تقدم.

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: (لما ولي يزيد ... قال: سيروا بسيرة عمر بن عبد العزيز، فأتى بأربعين شيخا فشهدوا له: ما على الخلفاء حساب ولا عذاب!!).

وقال ابن الماجشون: (لما مات عمر بن عبد العزيز ... قال يزيد: والله؛ ما عمر بأحوج إلى الله مني، فأقام أربعين يوما يسير بسيرة عمر، ثم عدل عن ذلك).

وقال سليم بن بشير: (كتب عمر بن عبد العزيز إلى يزيد بن عبد الملك حين احتضر: سلام عليك، أما بعد: فإني لا أراني إلا لما بي، فالله الله في أمة محمد؛ فإنك تدع الدنيا لمن لا يحمدك، وتفضي إلى من لا يعذرك، والسلام).

وفي سنة اثنتين: خرج يزيد بن المهلب على الخلافة، فوجه إليه مسلمة بن عبد الملك بن مروان، فهزم يزيد وقتل، وذلك بالعقر، موضع بقرب كربلاء.

[ ص: 400 ] قال الكلبي: نشأت وهم يقولون: ضحى بنو أمية يوم كربلاء بالدين، ويوم العقر بالكرم.

مات يزيد في أواخر شعبان، سنة خمس ومائة.

التالي السابق


الخدمات العلمية