الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 106 ] جماع أبواب سيرته -صلى الله عليه وسلم- في الجهاد

                                                                                                                                                                                                                              الباب الأول في آداب متفرقة تتعلق به

                                                                                                                                                                                                                              وفيه أنواع :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في عرضه صلى الله عليه وسلم المقاتلة ، ورده من لم يصلح للقتال

                                                                                                                                                                                                                              روى الطبراني برجال ثقات وهو مرسل عن عبد الحميد بن جعفر -رحمه الله تعالى- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض غلمان الأنصار في كل عام ، فمن بلغ منهم بعثه ، فعرضهم ذات عام فمر به غلام فبعثه في البعث ، وعرض عليه سمرة من بعده فرده ، فقال سمرة يا رسول الله ، أجزت غلاما ورددتني ، ولو صارعني لصرعته ، فقال : فدونك فصارعه ، فصارعته فأجازني في البعث .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني عن رافع بن خديج -رضي الله عنه- قال : جئت أنا وعمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد بدرا ، فقلت : يا رسول الله ، إني أريد أن أخرج معك ، فجعل يقبض يده ، ويقول : إني أستصغرك ولا أدري ماذا تصنع إذا لاقيت القوم ؟ فقلت : أتعلم أني أرمى من رمى ؟ ! فردني ، فلم أشهد بدرا .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الأئمة إلا مالكا ، عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قال : عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني ، وعرضني يوم الخندق وأنا ابن خمسة عشرة سنة فأجازني .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية