الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              جماع أبواب سيرته -صلى الله عليه وسلم- في العلم ، وذكر بعض مروياته وفتاويه

                                                                                                                                                                                                                              الباب الأول في آدابه -صلى الله عليه وسلم- في العلم

                                                                                                                                                                                                                              وفيه أنواع :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في قوله صلى الله عليه وسلم (لا أدري) . (والله أعلم) (إذا سئل عن شيء لا يعلمه)

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحارث بن أبي أسامة وأبو يعلى والإمام أحمد عن جبير بن مطعم -رضي الله تعالى عنه- أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أي البلاد شر ؟ فقال : لا أدري ، فلما أتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا جبريل ، أي البلاد شر ؟ قال : لا أدري حتى أسأل ربي تبارك وتعالى ، فانطلق جبريل ، فمكث ما شاء الله ثم جاء ، فقال : يا محمد ، إنك سألتني : أي البلاد شر ؟ قلت : لا أدري ، وإني سألت ربي تبارك وتعالى ، فقلت : أي البلاد شر ؟ فقال : أسواقها .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى وابن حبان والطبراني والبيهقي عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنه- قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أي البقاع خير ؟ قال : «لا أدري» ، أو سكت ، فأتاه جبريل ، فسأله ، فقال : لا أدري ، فقال : سل ربك ، قال : ما أسأله عن شيء وانتفض انتفاضة كاد يصعق منها صلى الله عليه وسلم ، فلما صعد جبريل صلى الله عليه وسلم قال الله- عز وجل- : سألك محمد : أي البقاع خير ؟ فقلت : لا أدري ، قال : نعم ، قال ، فحدثه أن خير البقاع المساجد ، وأن شر البقاع الأسواق .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحاكم عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدري : ذو القرنين كان نبيا أم لا . وما أدري : الحدود كفارات لأهلها أم لا .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود بسند صحيح عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما أدري : تبع مسلم هو أم لا . وما أدري : عزير نبي هو أم لا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أطفال المشركين عمن يموت منهم ، وهو صغير ، فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 135 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية