الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 165 ] جماع أبواب أحكامه -صلى الله عليه وسلم- وأقضيته وفتاويه

                                                                                                                                                                                                                              ليس الغرض من ذلك ذكر التشريع العام ، وإن كانت أقضيته الخاصة تشريعا عاما ، وإنما الغرض ذكر سيرته -صلى الله عليه وسلم- في الحكومات الجزئية التي فصل بها بين الخصوم وكيف كانت سيرته -صلى الله عليه وسلم- في الحكم بين الناس .

                                                                                                                                                                                                                              الباب الأول في أحكامه -صلى الله عليه وسلم- وأقضيته في المعاملات وما يتعلق بها

                                                                                                                                                                                                                              وفيه أنواع :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في تحذيره صلى الله عليه وسلم من القضاء بين اثنين

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد والدارقطني والأربعة عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من جعل قاضيا بين الناس فقد ذبح بغير سكين» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والبيهقي في السنن عن عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما من حاكم يحكم بين الناس إلا جاء يوم القيامة وملك آخذ بقفاه حتى يقف على جهنم ، ثم يرفع رأسه إلى الله فإن قال الله تعالى : ألقه ، ألقاه في مهواه أربعين خريفا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «ليأتين على القاضي العدل يوم القيامة ساعة يتمنى أنه لم يقض بين اثنين في تمرة قط» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن أنس -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من ابتغى القضاء ، وسأل فيه شفعاء وكل إلى نفسه ، ومن أكره عليه أنزل الله تعالى ملكا يسدده» .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : في تقسيمه القضاء إلى ثلاثة أقسام

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو داود والبيهقي عن بريدة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «القضاة ثلاثة : واحد في الجنة ، واثنان في النار ، فأما الذي في الجنة : فرجل عرف الحق [ ص: 166 ] فقضى به فهو في الجنة ، ورجل عرف الحق فلم يقض به وجار في الحكم فهو في النار ، ورجل لم يعرف الحق فقضى للناس على جهل فهو في النار» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية