الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ أنث ]

                                                          أنث : الأنثى : خلاف الذكر من كل شيء ، والجمع إناث ; وأنث : جمع إناث ، كحمار وحمر . وفي التنزيل العزيز : إن يدعون من دونه إلا إناثا ، وقرئ : إلا أنثا ، جمع إناث ، مثل تمار وتمر ; ومن قرأ إلا إناثا ، قيل : أراد إلا مواتا مثل الحجر والخشب والشجر والموات ، كلها يخبر عنها كما يخبر عن المؤنث ; ويقال للموات الذي هو خلاف الحيوان : الإناث . الفراء : تقول العرب : اللات والعزى وأشباهها من الآلهة المؤنثة ; وقرأ ابن عباس : ( إن يدعون من دونه إلا أثنا ) ، قال الفراء : هو جمع الوثن فضم الواو وهمزها ، كما قالوا : وإذا الرسل أقتت . والمؤنث : ذكر في خلق أنثى ; والإناث : جماعة الأنثى ويجيء في الشعر أناثى . وإذا قلت للشيء تؤنثه ، فالنعت بالهاء ، مثل المرأة فإذا قلت يؤنث فالنعت مثل الرجل ، بغير هاء ، كقولك مؤنثة ومؤنث . ويقال للرجل : أنثت تأنيثا أي لنت له ، ولم تتشدد . وبعضهم يقول : تأنث في أمره وتخنث . والأنيث من الرجال : المخنث ، شبه المرأة ، قال الكميت في الرجل الأنيث :


                                                          وشذبت عنهم شوك كل قتادة بفارس ، يخشاها الأنيث المغمز



                                                          والتأنيث : خلاف التذكير ، وهي الأناثة . ويقال : هذه امرأة أنثى إذا مدحت بأنها كاملة من النساء ، كما يقال : رجل ذكر ، إذا وصف بالكمال . ابن السكيت : يقال هذا طائر وأنثاه ، ولا يقال : وأنثاته . وتأنيث الاسم : خلاف تذكيره ; وقد أنثته ، فتأنث . والأنثيان : الخصيتان ، وهما أيضا الأذنان ، يمانية ; وأنشد الأزهري لذي الرمة :


                                                          وكنا إذا القيسي نب عتوده     ضربناه فوق الأنثيين على الكرد



                                                          قال ابن سيده ، وقول الفرزدق :


                                                          وكنا ، إذا الجبار صعر خده     ضربناه تحت الأنثيين على الكرد



                                                          قال : يعني الأذنين ، لأن الأذن أنثى . وأورد الجوهري هذا البيت على ما أورده الأزهري ل ذي الرمة ، ولم ينسبه لأحد ; قال ابن بري : البيت للفرزدق قال والمشهور في الرواية :


                                                          وكنا إذا الجبار صعر خده



                                                          كما أورده ابن سيده . والكرد : أصل العنق ; وقول العجاج :


                                                          وكل أنثى حملت أحجارا



                                                          يعني المنجنيق لأنها مؤنثة ، وقولها في صفة فرس :


                                                          تمطقت أنثياها بالعرق     تمطق الشيخ العجوز بالمرق



                                                          عنى بأنثييها : ربلتي فخذيها . والأنثيان : من أحياء العرب بجيلة وقضاعة ، عن أبي العميثل الأعرابي ; وأنشد للكميت :


                                                          فيا عجبا للأنثيين تهادتا     أذاتي إبراق البغايا إلى الشرب



                                                          [ ص: 169 ] وآنثت المرأة ، وهي مؤنث : ولدت الإناث ، فإن كان ذلك لها عادة فهي مئناث ، والرجل مئناث أيضا ، لأنهما يستويان في مفعال . وفي حديث المغيرة : فضل مئناث . المئناث : التي تلد الإناث كثيرا ، كالمذكار : التي تلد الذكور . وأرض مئناث وأنيثة : سهلة منبتة ، خليقة بالنبات ، ليست بغليظة ; وفي الصحاح : تنبت البقل سهلة . وبلد أنيث : لين سهل ; حكاه ابن الأعرابي . ومكان أنيث إذا أسرع نباته وكثر ; قال امرؤ القيس :


                                                          بميث أنيث في رياض دميثة     يحيل سوافيها بماء فضيض



                                                          ومن كلامهم : بلد دميث أنيث طيب الريعة ، مرت العود . وزعم ابن الأعرابي أن المرأة إنما سميت أنثى ، من البلد الأنيث ، قال : لأن المرأة ألين من الرجل ، وسميت أنثى للينها . قال ابن سيده : فأصل هذا الباب ، على قوله ، إنما هو الأنيث الذي هو اللين ، قال الأزهري : وأنشدني أبو الهيثم :


                                                          كأن حصانا فصها التين حرة     على حيث تدمى بالفناء حصيرها



                                                          قال ، يقوله الشماخ : والحصان هاهنا الدرة من البحر في صدفتها تدعى التين . والحصير : موضع الحصير الذي يجلس عليه ، شبه الجارية بالدرة . والأنيث : ما كان من الحديد غير ذكر . وحديد أنيث : غير ذكير . والأنيث من السيوف : الذي من حديد غير ذكر ; وقيل : هو نحو من الكهام ; قال صخر الغي :


                                                          فيعلمه بأن العقل عندي     جراز لا أفل ولا أنيث



                                                          أي لا أعطيه إلا السيف القاطع ، ولا أعطيه الدية . والمؤنث : كالأنيث ، أنشد ثعلب :


                                                          وما يستوي سيفان سيف مؤنث     وسيف إذا ما عض بالعظم صمما



                                                          وسيف أنيث : وهو الذي ليس بقاطع . وسيف مئناث ومئناثة ، بالهاء عن اللحياني ، إذا كانت حديدته لينة ، تأنيثه على إرادة الشفرة ، أو الحديدة أو السلاح . الأصمعي : الذكر من السيوف شفرته حديد ذكر ، ومتناه أنيث ، يقول الناس إنها من عمل الجن . وروى إبراهيم النخعي أنه قال : كانوا يكرهون المؤنث من الطيب ولا يرون بذكورته بأسا ; قال شمر : أراد بالمؤنث طيب النساء مثل الخلوق والزعفران وما يلون الثياب ، وأما ذكورة الطيب ، فما لا لون له مثل الغالية والكافور والمسك والعود والعنبر ونحوها من الأدهان التي لا تؤثر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية