الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 412 ] خلافة مروان الحمار

[127 - 132 هـ]


آخر خلفاء بني أمية، أبو عبد الملك بن محمد بن مروان بن الحكم.

ويلقب بالجعدي نسبة إلى مؤدبه الجعد بن درهم، وبالحمار؛ لأنه كان لا يجف له لبد في محاربة الخارجين عليه.

كان يصل السرى بالسير، ويصبر على مكاره الحرب.

ويقال في المثل: فلان أصبر من حمار في الحروب؛ فلذلك لقب به، وقيل: لأن العرب تسمي كل مائة سنة حمارا، فلما قارب ملك بني أمية مائة سنة... لقبوا مروان بالحمار لذلك.

ولد مروان بالجزيرة، وأبوه متوليها، سنة اثنتين وسبعين، وأمه: أم ولد.

وولي قبل الخلافة ولايات جليلة، وافتتح قونية سنة خمس ومائة.

وكان مشهورا بالفروسية والإقدام والرجلة، والدهاء والعسف، فلما قتل الوليد، وبلغه ذلك وهو على أرمينية ... دعا إلى بيعة من رضيه المسلمون فبايعوه، فلما بلغه موت يزيد .. أنفق الخزائن، وسار فحارب إبراهيم فهزمه، وبويع مروان؛ وذلك في نصف صفر سنة سبع وعشرين، واستوثق له الأمر، فأول ما فعل: أمر بنبش يزيد الناقص، فأخرجه من قبره وصلبه؛ لكونه قتل الوليد.

[ ص: 413 ] ثم إنه لم يتهن بالخلافة؛ لكثرة من خرج عليه من كل جانب إلى سنة اثنتين وثلاثين، فخرج عليه بنو العباس؛ وعليهم عبد الله بن علي عم السفاح، فسار لحربهم، فالتقى الجمعان بقرب الموصل، فانكسر مروان، فرجع إلى الشام، فتبعه عبد الله، ففر مروان إلى مصر، فتبعه صالح أخو عبد الله، فالتقيا بقرية بوصير، فقتل مروان بها في ذي الحجة من السنة.

التالي السابق


الخدمات العلمية