الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ دأل ]

                                                          دأل : الدأل : الختل ، وقد دأل يدأل دألا ودألانا . أبو زيد في الهمز : دألت للشيء أدأل دألا ودألانا ، وهي مشية شبيهة بالختل ومشي المثقل .

                                                          وذكر الأصمعي في صفة مشي الخيل : الدألان مشي يقارب فيه الخطو ويبغي فيه كأنه مثقل من حمل . يقال : الذئب يدأل للغزال ليأكله ، يقول يختله .

                                                          وقال أبو عمرو : المداءلة بوزن المداعلة الختل .

                                                          وقد دألت له ودألته وقد تكون في سرعة المشي . ابن الأعرابي : الدألان عدو مقارب . ابن سيده : دأل يدأل دألا ودألى ، وهي مشية فيها ضعف وعجلة ، وقيل : هو عدو مقارب ; أنشد سيبويه فيما تضعه العرب على ألسنة البهائم لضب يخاطب ابنه :


                                                          أهدموا بيتك لا أبا لكا وأنا أمشي الدألى حوالكا ؟

                                                          وحكى ابن بري : الدألى مشية تشبه مشية الذئب .

                                                          والدألان ، بالدال : مشي الذي كأنه يبغي في مشيه من النشاط .

                                                          ودأل له يدأل دألا ودألانا : ختله .

                                                          والدألان ، بتحريك الهمزة أيضا : الذئب ; عن كراع .

                                                          والدءول : دويبة صغيرة ; عنه أيضا . قال : وليس ذلك بمعروف .

                                                          والدئل دويبة كالثعلب ، وفي الصحاح : دويبة شبيهة بابن عرس .

                                                          قال كعب بن مالك :


                                                          جاءوا بجيش لو قيس معرسه     ما كان إلا كمعرس الدئل

                                                          قال ابن سيده : وهذا هو المعروف . قال أحمد بن يحيى : لا نعلم اسما جاء على فعل غير هذا ، يعني الدئل .

                                                          قال ابن بري : قد جاء رئم في اسم الاست ; قال الجوهري : قال الأخفش وإلى المسمى بهذا الاسم نسب أبو الأسود الدؤلي ، إلا أنهم فتحوا الهمزة على مذهبهم في النسبة استثقالا لتوالي الكسرتين مع ياءي النسب كما ينسب إلى نمر نمري .

                                                          قال : وربما قالوا أبو الأسود الدولي ، قلبوا الهمزة واوا لأن الهمزة إذا انفتحت وكانت قبلها ضمة فتخفيفها أن تقلبها واوا محضة ، كما قالوا في جؤن جون وفي مؤن مون .

                                                          وقال ابن الكلبي : هو أبو الأسود الديلي ، فقلب الهمزة ياء حين انكسرت ، فإذا انقلبت ياء كسرت الدال لتسلم الياء كما تقول قيل وبيع ، قال : واسمه ظالم بن عمرو بن سليمان بن عمرو بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر بن كنانة .

                                                          قال الأصمعي : وأخبرني عيسى بن عمر ، قال الديل بن بكر الكناني إنما هو الدئل ، فترك أهل الحجاز همزه .

                                                          قال ابن بري : قال أبو سعيد السيرافي في شرح الكتاب ، في باب كان عند قول أبي الأسود الدؤلي : دع الخمر يشربها الغواة ، قال : أهل البصرة يقولون الدؤلي ، وهو من الدئل بن بكر بن كنانة .

                                                          قال : وكان ابن حبيب يقول الدئل بن كنانة ، ويقول الدئل على مثال فعل ، الدئل بن محلم بن غالب بن مليح بن الهون بن خزيمة بن مدركة .

                                                          وروى أبو سعيد بسنده إلى محمد بن سلام بن عبيد الله ، قال يونس : هم ثلاثة : الدول من حنيفة بسكون الواو ، والديل من قيس ساكنة الياء ، والدئل في كنانة رهط أبي الأسود مهموز .

                                                          قال : هذا قول عيسى بن عمر والبصريين وجماعة من النحويين منهم الكسائي ، يقولون أبو الأسود الديلي .

                                                          قال ابن بري : وقال محمد بن حبيب الدئل في كنانة ، بضم الدال وكسر الهمزة ، قال : وكذلك في الهون بن خزيمة أيضا ، والديل في الأزد ، بكسر الدال وإسكان الياء ، الديل بن هداد بن زيد مناة .

                                                          وفي إياد بن نزار مثله : الديل بن أمية بن حذافة ، وفي عبد القيس كذلك الديل بن عمرو بن وديعة ، وفي تغلب كذلك الديل بن زيد بن غنم بن تغلب ، وفي ربيعة بن نزار الدول بن حنيفة ، بضم الدال وإسكان الواو ، وفي عنزة الدول بن سعد بن مناة بن غامد مثله ، وفي ثعلبة الدول بن ثعلبة بن سعد بن ضبة ، وفي الرباب الدول بن جل بن عدي بن عبد مناة بن أد مثله .

                                                          ابن سيده : والدئل حي من كنانة ، وقيل : في بني عبد القيس ، والنسب إليه دؤلي ودئلي ; الأخيرة نادرة إذ ليس في الكلام فعلي ; قال ابن السكيت : هو أبو الأسود الدؤلي مفتوح الواو مهموز منسوب إلى الدئل من كنانة ، قال : والدول في حنيفة ينسب إليهم الدولي ، والديل في عبد القيس ينسب إليهم الديلي .

                                                          والدئل على وزن الوعل : دويبة شبيهة بابن عرس ; وأنشد الأصمعي بيت كعب بن مالك :


                                                          ما كان إلا كمعرس الدئل

                                                          وابن دألان : رجل ، النسبة إليه دألاني ; حكاه سيبويه .

                                                          والدؤلول : الداهية ، والجمع الدآليل .

                                                          ووقع القوم في دؤلول أي في اختلاط من أمرهم . أبو زيد : وقعوا من أمرهم في دولول أي في شدة ، وأمر عظيم ، قال الأزهري : جاء به غير مهموز .

                                                          وفي حديث خزيمة : إن الجنة محظور عليها بالدآليل ; أي بالدواهي والشدائد ، وهذا كقوله : حفت بالمكاره .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية