الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ دحح ]

                                                          دحح : الدح : شبه الدس . دح الشيء يدحه دحا : وضعه على الأرض ثم دسه حتى لزق بها ; قال أبو النجم في وصف قترة الصائد :


                                                          بيتا خفيا في الثرى مدحوحا

                                                          وقال غيره : مدحوحا موسعا ; وقد دحه أي وسعه ; يعني قترة الصائد ; وقال شمر : دح فلان فلانا يدحه دحا ودحاه يدحوه إذا دفعه ورمى به ، كما قالوا : عراه وعره إذا أتاه .

                                                          ودح في الثرى بيتا إذا وسعه ، وينشد بيت أبي النجم أيضا " ومدحوحا " أي مسوى ; وقال نهشل :


                                                          فذلك شبه الضب ، يوم رأيته     على الجحر ، مندحا خصيبا ثمائله

                                                          وفي حديث عطاء : بلغني أن الأرض دحت من تحت الكعبة ، وهو مثل دحيت .

                                                          وفي حديث عبيد الله بن نوفل وذكر ساعة يوم الجمعة : فنام عبيد الله فدح دحة ; الدح : الدفع وإلصاق الشيء بالأرض ، وهو من قريب الدس .

                                                          والدح : الضرب بالكف منشورة أي طوائف الجسد أصابت ، والفعل كالفعل .

                                                          ودح في قفاه يدح دحا ودحوحا ، وهو شبيه بالدع ; وقيل : هو مثل الدع سواء .

                                                          وفيشلة دحوح ; قال :


                                                          قبيح بالعجوز إذا تغدت     من البرني واللبن الصريح
                                                          تبغيها الرجال وفي صلاها     مواقع كل فيشلة دحوح

                                                          والدحح : الأرضون الممتدة .

                                                          ويقال : اندحت الأرض كلأ اندحاحا إذا اتسعت بالكلإ ; قال : واندحت خواصر الماشية اندحاحا إذا تفتقت من أكل البقل .

                                                          ودح الطعام بطنه يدحه إذا ملأه حتى يسترسل إلى أسفل .

                                                          واندح بطنه اندحاحا : اتسع .

                                                          وفي الحديث : كان لأسامة بطن مندح ; أي متسع . قال ابن بري : أما اندح بطنه فصوابه أن يذكر في فصل ندح ; لأنه من معنى السعة لا من معنى القصر ; ومنه المنتدح أيضا : الأرض الواسعة ، ومنه قولهم : لي عن هذا الأمر مندوحة ومنتدح أي سعة ; قال : ومما يدلك على أن الجوهري وهم في جعله اندح في هذا الفصل ، كونه قد استدركه أيضا فذكره في فصل ندح ، قال : وهو الصحيح ، ووزنه افعل مثل احمر ، وإذا جعلته من فصل دحح فوزنه انفعل ، مثل انسل انسلالا ، وكذلك اندح اندحاحا ، والصواب هو الأول ، وهذا الفصل لم ينفرد الجوهري بذكره في هذه الترجمة ، بل ذكره الأزهري وغيره في هذه الترجمة ; وقال أعرابي : مطرنا لليلتين بقيتا فاندحت الأرض كلأ .

                                                          ودحها يدحها دحا : إذا نكحها .

                                                          ورجل دحدح ودحدح ودحداح ودحداحة ودحادح ودحيدحة : قصير غليظ البطن ; وامرأة دحدحة ودحداحة ; وكان أبو عمرو قد قال : الذحذاح ، بالذال : القصير ، ثم رجع إلى الدال المهملة ، قال الأزهري : وهو الصحيح ; قال ابن بري : حكى اللحياني أنه بالدال والذال معا ، وكذلك ذكره أبو زيد ; قال : وأما أبو عمرو الشيباني فإنه تشكك فيه وقال : هو بالدال أو بالذال .

                                                          وقال الليث : الدحداح والدحداحة من الرجال والنساء : المستدير الململم ; وأنشد :


                                                          أغرك أنني رجل جليد     دحيدحة وأنك علطميس

                                                          وفي صفة أبرهة صاحب الفيل : كان قصيرا حادرا دحداحا : هو القصير السمين ; ومنه حديث الحجاج قال لزيد بن أرقم : إن محمديكم هذا الدحداح .

                                                          وحكى ابن جني : دودح ولم يفسره ، وكذلك حكى : حكى دح دح ، قال : وهو عند بعضهم مثال لم يذكره سيبويه ، وهما صوتان : الأول منهما منون دح ، والثاني غير منون دح ، وكأن الأول نون للأصل ، ويؤكد ذلك قولهم في معناه : دح دح ، فهذا كصه صه في النكرة ، وصه صه في المعرفة فظنته الرواة كلمة واحدة ; قال ابن سيده : ومن هنا قلنا إن صاحب اللغة إن لم يكن له نظر ، أحال كثيرا منها وهو يرى أنه على صواب ، ولم يؤت من أمانته وإنما أتي من معرفته ; قال ابن سيده : ومعنى هذه الكلمة فيما ذكر محمد بن الحسن أبو بكر : قد أقررت فاسكت ; وذكر محمد بن حبيب أن دح دح دويبة صغيرة ، قال : ويقال هو أهون علي من دح دح .

                                                          وحكى الفراء : تقول العرب : دحا محا ; يريدون : دعها معها .

                                                          وذكر الأزهري في الخماسي : دحندح دويبة ، وكتبها مخلوطة ، كذا قال .

                                                          وروى ثعلب : يقال هو أهون علي من دحندح ، قال فإذا قيل : إيش دحندح قال : لا شيء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية