الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ دحس ]

                                                          دحس : دحس بين القوم دحسا : أفسد بينهم ، وكذلك مأس وأرش .

                                                          قال الأزهري : وأنشد أبو بكر الإيادي لأبي العلاء الحضرمي أنشده للنبي - صلى الله عليه وسلم :


                                                          وإن دحسوا بالشر فاعف تكرما وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل

                                                          قال ابن الأثير : يروى بالحاء والخاء ، يريد : إن فعلوا الشر من حيث لا تعلمه .

                                                          ودحس ما في الإناء دحسا : حساه .

                                                          والدحس : التدسيس للأمور تستبطنها وتطلبها أخفى ما تقدر عليه ، ولذلك سميت دودة تحت التراب : دحاسة . قال ابن سيده : الدحاسة دودة تحت التراب صفراء صافية لها رأس مشعب دقيقة تشدها الصبيان في الفخاخ لصيد العصافير لا تؤذي ، وهي في الصحاح الدحاس ، والجمع الدحاحيس ; وأنشد في الدحس بمعنى الاستبطان للعجاج يصف الحلفاء :


                                                          ويعتلون من مأى في الدحس

                                                          وقال بعض بني سليم : وعاء مدحوس ومدكوس ومكبوس بمعنى واحد .

                                                          قال الأزهري : وهذا يدل على أن الديحس مثل الديكس ، وهو الشيء الكثير .

                                                          والدحس : أن تدخل يدك بين جلد الشاة وصفاقها فتسلخها .

                                                          وفي حديث سلخ الشاة : فدحس بيده حتى توارت إلى الإبط ثم مضى وصلى ولم يتوضأ ; أي دسها بين الجلد واللحم كما يفعل السلاخ .

                                                          ودحس الثوب في الوعاء يدحسه دحسا : أدخله ; قال :


                                                          يؤرها بمسمعد الجنبين     كما دحست الثوب في الوعاءين

                                                          والدحس : امتلاء أكمة السنبل من الحب ، وقد أدحس .

                                                          وبيت دحاس : ممتلئ .

                                                          وفي حديث جرير : أنه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في بيت مدحوس من الناس فقام بالباب ، أي مملوء .

                                                          وكل شيء ملأته ، فقد دحسته . قال ابن الأثير : والدحس والدس متقاربان .

                                                          وفي حديث طلحة : أنه دخل عليه داره وهي دحاس ; أي ذات دحاس ، وهو الامتلاء والزحام .

                                                          وفي حديث عطاء : حق على الناس أن يدحسوا الصفوف حتى لا يكون بينهم فرج ; أي يزدحموا ويدسوا أنفسهم بين فرجها ، ويروى بالخاء ، وهو بمعناه .

                                                          والداحس : من الورم ولم يحددوه ; وأنشد أبو علي وبعض أهل اللغة :


                                                          تشاخص إبهاماك إن كنت كاذبا     ولا برئا من داحس وكناع

                                                          وسئل الأزهري عن الداحس فقال : قرحة تخرج باليد تسمى بالفارسية بروره .

                                                          وداحس : موضع .

                                                          وداحس : اسم فرس معروف مشهور ، قال الجوهري : هو لقيس بن زهير بن جذيمة العبسي ومنه حرب داحس ، وذلك أن قيسا هذا وحذيفة بن بدر الذبياني ثم الفزاري تراهنا على خطر عشرين بعيرا ، وجعلا الغاية مائة غلوة ، والمضمار أربعين ليلة ، والمجرى من ذات الإصاد ، فأجرى قيس داحسا والغبراء وأجرى حذيفة الخطار والحنفاء ، فوضعت بنو فزارة رهط حذيفة كمينا على الطريق فردوا الغبراء ولطموها ، وكانت سابقة ، فهاجت الحرب بين عبس وذبيان أربعين سنة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية