الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ أنه ]

                                                          أنه : الأنيه : مثل الزفير ، والآنه كالآنح . وأنه يأنه أنها وأنوها : مثل أنح يأنح إذا تزحر من ثقل يجده ، والجمع أنه ، مثل أنح ; وأنشد لرؤبة يصف فحلا :


                                                          رعابة يخشي نفوس الأنه برجس بهباه الهدير البهبه



                                                          أي يرعب النفوس الذين يأنهون . ابن سيده : الأنيه الزحر عند المسألة . ورجل آنه : حاسد . ويقال : رجل نافس ونفيس وآنه وحاسد بمعنى واحد ، وهو من أنه يأنه وأنح يأنح أنيها وأنيحا .

                                                          أنى : معناه : أين . تقول : أنى لك هذا أي : من أين لك هذا ، وهي من الظروف التي يجازى بها ، تقول : أنى تأتني آتك ; معناه : من أي جهة تأتني آتك ، وقد تكون بمعنى كيف ، تقول : أنى لك أن تفتح الحصن أي : كيف لك ذلك . التهذيب : قال بعضهم أنى أداة ولها معنيان : أحدهما : أن تكون بمعنى متى ; قال الله - تعالى - : قلتم أنى هذا أي : متى هذا وكيف هذا ، وتكون أنى بمعنى من أين ، قال الله - تعالى - : وأنى لهم التناوش من مكان بعيد يقول : من أين لهم ذلك ; وقد جمعهما الشاعر تأكيدا فقال :


                                                          أنى ومن أين آبك الطرب



                                                          وفي التنزيل العزيز : ( قلتم أنى هذا ) يحتمل الوجهين : قلتم من أين هذا ، ويكون قلتم كيف هذا . وقال - تعالى - : قال يامريم أنى لك هذا أي : من أين لك هذا . وقال الليث : أنى معناها كيف ومن أين ; وقال في قول علقمة :


                                                          ومطعم الغنم يوم الغنم مطعمه     أنى توجه والمحروم محروم



                                                          أراد : أينما توجه وكيفما توجه . وقال ابن الأنباري : قرأ بعضهم ( أنى صببنا الماء صبا ) . قال : من قرأ بهذه القراءة قال : الوقف على طعامه تام ، ومعنى أنى أين إلا أن فيها كناية عن الوجوه ، وتأويلها من أي وجه صببنا الماء ; وأنشد :


                                                          أنى ومن أين آبك الطرب



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية