الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ درب ]

                                                          درب : الدرب : معروف . قالوا : الدرب باب السكة الواسع ; وفي التهذيب : الواسعة ، وهو أيضا الباب الأكبر ، والمعنى واحد ، والجمع دارب . أنشد سيبويه :


                                                          مثل الكلاب تهر عند درابها ورمت لهازمها من الخزباز

                                                          وكل مدخل إلى الروم : درب من دروبها .

                                                          وقيل : هو بفتح الراء ، للنافذ منه ، وبالسكون لغير النافذ .

                                                          وأصل الدرب : المضيق في الجبال ; ومنه قولهم : أدرب القوم إذا دخلوا أرض العدو من بلاد الروم .

                                                          وفي حديث جعفر بن عمرو : وأدربنا أي دخلنا الدرب .

                                                          والدرب : الموضع الذي يجعل فيه التمر ليقب .

                                                          ودرب بالأمر دربا ودربة ، وتدرب : ضري ; ودربه به وعليه وفيه : ضراه .

                                                          والمدرب من الرجال : المنجذ .

                                                          والمدرب : المجرب .

                                                          وكل ما في معناه مما جاء على بناء مفعل ، فالكسر والفتح فيه جائز في عينه ، كالمجرب والمجرس ونحوه ، إلا المدرب .

                                                          وشيخ مدرب أي مجرب .

                                                          والمدرب أيضا : الذي قد أصابته البلايا ، ودربته الشدائد ، حتى قوي ومرن عليها ; عن اللحياني ، وهو من ذلك .

                                                          والدرابة : الدربة والعادة ; عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


                                                          والحلم درابة أو قلت مكرمة     ما لم يواجهك يوما فيه تشمير

                                                          والتدريب : الصبر في الحرب وقت الفرار ، ويقال : درب .

                                                          وفي الحديث عن أبي بكر - رضي الله عنه : لا تزالون تهزمون الروم ، فإذا صاروا إلى التدريب ، وقفت الحرب ; أراد الصبر في الحرب وقت الفرار ; قال : وأصله من الدربة : التجربة ، ويجوز أن يكون من الدروب ، وهي الطرق ، كالتبويب من الأبواب ; يعني أن المسالك تضيق ، فتقف الحرب .

                                                          وفي حديث عمران بن حصين : وكانت ناقة مدربة أي مخرجة مؤدبة ، قد ألفت الركوب والسير أي عودت المشي في الدروب ، فصارت تألفها وتعرفها ولا تنفر .

                                                          والدربة : الضراوة .

                                                          والدربة : عادة وجرأة على الحرب وكل أمر .

                                                          وقد درب بالشيء يدرب ، ودردب به إذا اعتاده وضري به . تقول : ما زلت أعفو عن فلان ، حتى اتخذها دربة ; قال كعب بن زهير :


                                                          وفي الحلم إدهان وفي العفو دربة     وفي الصدق منجاة من الشر فاصدق

                                                          قال أبو زيد : درب دربا ، ولهج لهجا ، وضري ضرى إذا اعتاد الشيء وأولع به .

                                                          والدارب : الحاذق بصناعته .

                                                          والداربة : العاقلة .

                                                          والداربة أيضا : الطبالة .

                                                          وأدرب إذا صوت بالطبل .

                                                          ومن أجناس البقر : الدراب ، مما رقت أظلافه ، وكانت له أسنمة ، ورقت جلوده ، واحدها درباني ; وأما العراب : فما سكنت سرواته ، وغلظت أظلافه وجلوده ، واحدها عربي ; وأما الفراش : فما جاء بين العراب والدراب ، وتكون لها أسنمة صغار ، وتسترخي أعيابها ، الواحد فريش .

                                                          ودربت البازي على الصيد أي ضريته .

                                                          ودرب الجارحة : ضراها على الصيد .

                                                          وعقاب دارب ودربة : كذلك .

                                                          وجمل دروب ذلول : وهو من الدربة . قال اللحياني : بكر دربوت وتربوت أي مذلل ; وكذلك ناقة دربوت ، وهي التي إذا أخذت بمشفرها ، ونهزت عينها ، تبعتك .

                                                          وقال سيبويه : ناقة تربوت : خيار فارهة ، تاؤه بدل من دال دربوت .

                                                          وقال الأصمعي : كل ذلول تربوت من الأرض وغيرها ، التاء في كل ذلك بدل من الدال ، ومن آخذه من الترب أي إنه في الذلة كالترب ، فتاؤه وضع غير مبدلة .

                                                          وتدرب الرجل : تهدأ .

                                                          ودراب جرد : بلد من بلاد فارس ، النسب إليه دراوردي ، وهو من شاذ النسب . ابن الأعرابي : دربى فلان فلانا يدربيه إذا ألقاه ; وأنشد :


                                                          اعلوطا عمرا ليشبياه     في كل سوء ويدربياه

                                                          يشبياه ويدربياه أي يلقيانه . ذكرها الأزهري في الثلاثي هنا ، وفي الرباعي في دربى . الأزهري في كتاب الليث : الدرب داء في المعدة .

                                                          قال : وهذا عندي غلط ، وصوابه الذرب ، داء في المعدة ، وسيأتي ذكره في كتاب الذال المعجمة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية