الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ دسم ]

                                                          دسم : الدسم : الودك ، وفي التهذيب : كل شيء له ودك من اللحم والشحم ، وشيء دسم وقد دسم ، بالكسر ، يدسم فهو دسم وتدسم ; أنشد سيبويه لابن مقبل :


                                                          وقدر ككف القرد لا مستعيرها يعار ، ولا من يأتها يتدسم



                                                          والدسم : الوضر والدنس ; قال :


                                                          لا هم ، إن عامر بن جهم     أوذم حجا في ثياب دسم



                                                          يعني أنه حج وهو متدنس بالذنوب ، وأوذم الحج : أوجبه . وتدسيم الشيء : جعل الدسم عليه . وثياب دسم : وسخة . ويقال للرجل إذا [ ص: 258 ] تدنس بمذام الأخلاق : إنه لدسم الثوب ، وهو كقولهم : فلان أطلس الثوب . وفلان أدسم الثوب ودنس الثوب إذا لم يكن زاكيا ; وقول رؤبة يصف سيح ماء :


                                                          منفجر الكوكب أو مدسوما     فخمن ، إذ هم بأن يخيما

                                                          المنفجر : المنفتح الكثير الماء ، وكوكب كل شيء : معظمه ، والمدسوم : المسدود ، والدسم : حشو الجوف . ودسم الشيء يدسمه ، بالضم ، دسما : سده ; قال رؤبة يصف جرحا :


                                                          إذا أردنا دسمه تنفقا     بناجشات الموت ، أو تمطقا

                                                          ويروى : إذا أرادوا دسمه ، وتنفق : تشقق من جوانبه وعمل في اللحم كهيئة الأنفاق ، الواحد نفق ، وهو كالسرب ، ومنه اشتق نافقاء اليربوع ، والناجشات : التي تظهر الموت وتستخرجه ، وناجش الصيد : مستخرجه من موضعه ، والتمطق : التلمظ . والدسام : ما دسم به . الجوهري : الدسام ، بالكسر ، ما تسد به الأذن والجرح ونحو ذلك ، تقول منه : دسمته أدسمه ، بالضم ، دسما . والدسام : السداد ، وهو ما يسد به رأس القارورة ونحوها . وفي بعض الأحاديث : إن للشيطان لعوقا ودساما الدسام : ما تسد به الأذن فلا تعي ذكرا ولا موعظة ، يعني أن له سدادا يمنع به من رؤية الحق ; وكل شيء سددته فقد دسمته دسما ، يعني أن وساوس الشيطان مهما وجدت منفذا دخلت فيه . ودسم القارورة دسما : شد رأسها . والدسمة : ما يشد به خرق السقاء . وفي حديث الحسن في المستحاضة : تغتسل من الأولى إلى الأولى وتدسم ما تحتها قال : أي تسد فرجها وتحتشي من الدسام السداد . والدسمة : غبرة إلى السواد ، دسم وهو أدسم . ابن الأعرابي : الدسمة السواد ، ومنه قيل للحبشي : أبو دسمة . وفي حديث عثمان : رأى صبيا تأخذه العين جمالا ، فقال : دسموا نونته ; أي سودوها لئلا تصيبه العين ، قال : ونونته الدائرة المليحة التي في حنكه ، لترد العين عنه . وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم : أنه خطب وعلى رأسه عمامة دسماء ; أي سوداء ; وفي حديث آخر : خرج وقد عصب رأسه بعمامة دسمة . وفي حديث هند : قالت يوم الفتح لأبي سفيان اقتلوا هذا الدسم الأحمش ; أي الأسود الدنيء . والدسمة : الرديء من الرجال ، وقيل : الدنيء من الرجال ، وقيل : الدسمة الرديء الرذل ; أنشد أبو عمرو لبشير الفربري :


                                                          شنئت كل دسمة قرطعن

                                                          ابن الأعرابي : الدسيم القليل الذكر ، وفي حديث أبي الدرداء : أرضيتم إن شبعتم عاما لا تذكرون الله إلا دسما ، يريد ذكرا قليلا ، من التدسيم وهو السواد الذي يجعل خلف أذن الصبي لكيلا تصيبه العين ، ولا يكون إلا قليلا ; وقال الزمخشري : هو من دسم المطر الأرض إذا لم يبلغ أن يبل الثرى . والدسيم : القليل الذكر ، ومنه قوله لا تذكرون الله إلا دسما ; قال ابن الأعرابي : يكون هذا مدحا ويكون ذما ، فإذا كان مدحا فالذكر حشو قلوبهم وأفواههم ، وإن كان ذما فإنما هم يذكرون الله ذكرا قليلا من التدسيم ، قال : ومثله أن رجلا ذكر بين يدي سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ذاك رجل لا يتوسد القرآن يكون هذا أيضا مدحا وذما ، فالمدح أنه لا ينام الليل فلا يتوسد فيكون القرآن متوسدا معه ، والذم أنه لا يحفظ من القرآن شيئا ، فإذا نام لم يتوسد معه القرآن ، قال الأزهري : والقول هو الأول ، وقيل : معناه لا يذكرون الله إلا دسما ، أي ما لهم هم إلا الأكل ودسم الأجواف ، قال ونصب دسما على الخلاف . ودسم المطر الأرض : بلها ولم يبالغ . ويقال : ما أنت إلا دسمة أي لا خير فيه . ويقال للرجل إذا غشي جاريته : قد دسمها . ودسم المرأة دسما : نكحها ; عن كراع .

                                                          ودسمان : موضع . والديسم : الثعلب ، وقيل : ولد الثعلب من الكلبة . والديسم : ولد الذئب من الكلبة ، وقيل : ولد الدب ، وقيل : فرخ النحل ، وقال ابن الأعرابي : الديسم الدب ; وأنشد :


                                                          إذا سمعت صوت الوبيل ، تشنعت     تشنع فدس الغار ، أو ديسم ذكر



                                                          وقال المبرد : الديسم ولد الكلبة من الذئب ، والسمع ولد الضبع من الذئب . الجوهري : الديسم ولد الدب ، قال : وقلت لأبي الغوث يقال إنه ولد الذئب من الكلبة فقال : ما هو إلا ولد الدب . ودسم الأثر : مثل طسم . والديسم : الظلمة . وديسم : اسم ; أنشد ابن دريد :


                                                          أخشى على ديسم من برد الثرى     أبى قضاء الله إلا ما ترى



                                                          ترك صرفه للضرورة . وسئل أبو الفتح صاحب قطرب ، واسم أبي الفتح ديسم ، فقال : الديسم الذرة . وفي الصحاح : الديسمة الذرة . والديسم : نبات .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية