الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ويذكرون بعد ذلك أشد ما يدعوهم؛ استنكارا؛ وهو وعدهم بالبعث؛ فيقول (تعالى) - عنهم -: أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون ؛ كانت المادة الأولى لإنكارهم؛ التي سوغت كفرهم؛ أنه بشر مثلهم؛ ثم كانت المادة الثانية أنه يعدهم بأنهم سيبعثون؛ قالوا - مستنكرين؛ ومستبعدين -: أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون ؛ الاستفهام للإنكار؛ أي: استنكار هذا الوعد؛ لإنكار الواقع؛ فهو في معنى التوبيخ للنبيين على هذا الوعد الذي وعدوه؛ والذي هو جزء من رسالتهم؛ ويذكرون سبب الإنكار في أمرين؛ [ ص: 5072 ] أولا: أنهم ماتوا؛ والثاني: أنهم صاروا ترابا وعظاما بالية؛ وهي رميم؛ وإن ذلك يجعل الإعادة في نظرهم مستحيلة; لأن الأرواح زهقت بالموت؛ والأجسام بليت؛ ونسوا أن الذي بدأهم وأنشأهم من العدم - كما قال - سبحانه -: كما بدأكم تعودون -؛ وأن الذي فطرهم أولا هو الذي يعيدهم ثانية؛ ويزيدون في استبعادهم؛ أو إنكارهم؛ أنهم مخرجون من دفائن القبور إلى ظاهر الوجود؛ وكل ذلك من سيطرة المادة؛ ويؤكدون ذلك فيقولون:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية