الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          القرون من بعدهم

                                                          قال (تعالى): ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ثم أرسلنا رسلنا تترى كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه [ ص: 5076 ] فاستكبروا وكانوا قوما عالين فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون فكذبوهما فكانوا من المهلكين ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين

                                                          " ثم " ؛ للترتيب والتراخي؛ وقد ذكرت هنا للإشارة إلى أنها مهما تتطاول الأزمنة؛ فإنها متعاقبة؛ لا يخلو جيل من رسول؛ وقد توالت النذر؛ و " أنشأنا " ؛ معناها: أوجدنا بعد عدم؛ " الفاسقين " : الظالمين قبلهم؛ قرونا ؛ أي: أجيالا آخرين؛ يجيئون جيلا بعد جيل؛ يخلف كل جيل ما قبله؛ والقادر الحكيم العليم هو المنشئ لها جميعا.

                                                          وإن كل جيل أمة واحدة تجيء في ميقاتها تعقب من سبقها؛ وتسبق من بعدها؛ والدنيا لا تقف حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا؛ وحتى يبعث الله من في القبور.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية