الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: هذا باب في ذكر قول الله عز وجل.. إلى آخره، وفي رواية أبي ذر: باب قول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم الآية. وللنسفي مثل ما ذكر إلى قوله: هم الظالمون " ولم يذكر الآية في رواية غيرهما. وفي نسخة صاحب التوضيح: باب قول الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى إلى الظالمون ، قوله: " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم تفسيرها " قال المفسرون: يعني لا يطعن بعضهم على بعض؛ أي: لا يستهزئ قوم بقوم عسى أن يكونوا خيرا منهم عند الله. قالوا: إن بعض الصحابة استهزأ بفقراء الصفة، وأزواج النبي صلى الله تعالى عليه وسلم عيرن أم سلمة بالقصر، وإن صفية بنت حيي أتت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقالت: إن النساء يعيرنني ويقلن: يا يهودية بنت يهوديين، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم: هلا قلت: إن أبي هارون وعمي موسى، وإن زوجي محمد؛ فنزلت هذه الآية. قوله: ولا تلمزوا أنفسكم " اللمز الطعن والضرب باللسان، ومعناه: لا تفعلوا ما تلمزون به; لأن من فعل ما استحق به اللمز فقد لمز نفسه حقيقة. قوله: ولا تنابزوا بالألقاب " التنابز بالألقاب التداعي بها، تفاعل من نبزه، والنبز اللقب السوء. ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجدهم بألقاب يدعون بها، فجعل الرجل يدعو الرجل بلقبه، فقيل: يا رسول الله إنهم يكرهون هذا، فنزلت ولا تنابزوا بالألقاب واللقب المنهي عنه هو اللقب السوء، وأما اللقب الذي فيه التنويه بالحسن؛ فلا بأس به؛ كما قيل لأبي بكر: عتيق، ولعمر: فاروق، ولعثمان: ذو النورين, ولعلي: أبو تراب، ولخالد: سيف الله، ونحو ذلك. قوله: بئس الاسم الفسوق "؛ أي: بئس الاسم أن يقال: يا يهودي، يا نصراني، وقد آمن، وهو معنى قوله تعالى بعد الإيمان " قوله: ومن لم يتب " أي: من التنابز فأولئك هم الظالمون "؛ أي: الضارون لأنفسهم بمعصيتهم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية