الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وقال - سبحانه - في الوصف الثالث: والذين هم بربهم لا يشركون ؛ " الشرك " ؛ يجيء دائما من أوهام تسيطر على النفس الإنسانية ، فتجعلها تعتقد قوة في حجر ، أو في شخص ، وقد تكون مسوغات موهمة ، وقد يكون الوهم نفسيا من ذات النفس ، ونفس المؤمن سليمة صافية؛ فيها نور الحق ، قد استضاءت به ، وعمرت بذكر الله (تعالى)؛ وامتلأت به؛ فلا تضل أبدا ، ولذا قال (تعالى) - في الوصف الثالث من أوصاف المؤمنين -: والذين هم بربهم لا يشركون ؛ إنهم يعترفون أن العبادة لا تكون إلا للقادر على كل شيء؛ الذي لا مثيل له؛ الواحد في ذاته وصفاته وخلقه ، فهم كما عرفوا آياته وأذعنوا ، فهم أيضا يذعنون لمعاني الوحدانية ، فلا يشركون به شيئا ، وفي الجملة السامية التوكيدات في الآيات السابقة؛ وإن من أجل صفات المؤمنين؛ كما أشرنا من قبل؛ أنهم يستصغرون حسناتهم ، ويستكثرون أخطاءهم ، ولذا قال فيهم رب العالمين:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية