الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين ؛ الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها؛ وهي مؤخرة عن تقديم; لأن الاستفهام له الصدارة؛ ومؤدى القول أنهم قد نكصوا على أعقابهم؛ ثم جأروا عندما اشتدت بهم الشديدة؛ أفما كان أولى من هذا أن يتدبروا القول بأن يتدبروا ما تلي عليهم؛ ويتعرفوا معانيه؛ أم أنه جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين؛ فـ " أم " ؛ على هذا؛ هي التي تكون للمعادلة بين أمرين؛ والاستفهام هنا لاستنكار المعادلة؛ والمعنى: " ألم [ ص: 5094 ] يتدبروا ما سمعوا من آيات تتلى؛ أم أنهم جعلوا هذه الآية في منزلة ما جاء به آباؤهم؟! فما دامت لم يجئ بها آباؤهم؛ فهي في موضع الإنكار؛ وفي هذا توبيخ لهم من ناحيتين؛ أولاهما أنهم مقلدون لا يفكرون بعقولهم تفكير موازنة بين حق؛ وباطل؛ وثانيتهما أنهم مقلدون آباءهم؛ ولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون؛

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية