الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ولقد بين الله (تعالى) إجابتهم؛ فقال: سيقولون لله قل أفلا تذكرون ؛ السين لتأكيد القول؛ أي: سيكون جوابهم حتما: " لله " ؛ لما ذكرنا من أنهم يعلمون أن خالق الكون كله؛ بما فيه؛ ومن فيه؛ هو الله (تعالى)؛ لا ريب عندهم في ذلك؛ ولكنهم يفصلون النتيجة عن مقدماتها؛ فعلمهم بالخالق كان يوجب عليهم ألا يعبدوا غيره; لأن العبادة نتيجة الخلق والتكوين؛ ولذا قال (تعالى): " قل " ؛ والخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أفلا تذكرون ؛ الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها؛ أي: لترتيب التذكر على إيمانهم بأن الله (تعالى) خالق الأرض ومن فيها؛ أي: إذا كنتم تعلمون هذا وتؤمنون؛ فألا تذكرون؟! والاستفهام إنكاري؛ لإنكار الواقع؛ أي أنهم في الواقع لا يتذكرون؛ ولا يربطون المقدمات بنتائجها؛ والذكر هو إدراك موجبات العقل؛ والحقائق التي تؤمن بها القلوب.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية