الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ دفع ]

                                                          دفع : الدفع : الإزالة بقوة . دفعه يدفعه دفعا ودفاعا ودافعه ودفعه فاندفع وتدفع وتدافع ، وتدافعوا الشيء : دفعه كل واحد منهم عن صاحبه ، وتدافع القوم أي دفع بعضهم بعضا . ورجل دفاع ومدفع : شديد الدفع . وركن مدفع : قوي . ودفع فلان إلى فلان شيئا ودفع عنه الشر على المثل . ومن كلامهم : ادفع الشر ولو إصبعا ; حكاه سيبويه . ودافع عنه بمعنى دفع ، تقول منه : دفع الله عنك المكروه دفعا ، ودافع الله عنك السوء دفاعا . واستدفعت الله تعالى الأسواء أي طلبت منه أن يدفعها عني . وفي حديث خالد : أنه دافع بالناس يوم مؤتة أي دفعهم عن موقف الهلاك ، ويروى بالراء من رفع الشيء إذا أزيل عن موضعه . والدفعة : انتهاء جماعة القوم إلى موضع بمرة ; قال :


                                                          فندعى جميعا مع الراشدين فندخل في أول الدفعة



                                                          والدفعة : ما دفع من سقاء أو إناء فانصب بمرة ; قال :


                                                          كقطران الشام سالت دفعه



                                                          وقال الأعشى :


                                                          وسافت من دم دفعا



                                                          وكذلك دفع المطر ونحوه . والدفعة من المطر : مثل الدفقة والدفعة ، بالفتح : المرة الواحدة . وتدفع السيل واندفع : دفع بعضه بعضا . والدفاع ، بالضم والتشديد : طحمة السيل العظيم والموج ; قال :


                                                          جواد يفيض على المعتفين     كما فاض يم بدفاعه



                                                          والدفاع : كثرة الماء وشدته . والدفاع أيضا : الشيء العظيم يدفع به عظيم مثله ، على المثل . أبو عمرو : الدفاع الكثير من الناس ومن السيل ومن جري الفرس إذا تدافع جريه ، وفرس دفاع ; وقال ابن أحمر :


                                                          إذا صليت بدفاع له زجل     يواضخ الشد والتقريب والخببا



                                                          ويروى بدفاع ، يريد الفرس المتدافع في جريه . ويقال : جاء دفاع من الرجال والنساء إذا ازدحموا فركب بعضهم بعضا . ابن شميل : الدوافع أسافل الميث حيث تدفع في الأودية ، أسفل كل ميثاء دافعة .

                                                          وقال الأصمعي : الدوافع مدافع الماء إلى الميث ، والميث تدفع إلى الوادي الأعظم . والدافعة : التلعة من مسايل الماء تدفع في تلعة أخرى إذا جرى في صبب وحدور من حدب ، فترى له في مواضع قد انبسط شيئا واستدار ثم دفع في أخرى أسفل منها ، فكل واحد من ذلك دافعة ، والجمع الدوافع ، ومجرى ما بين الدافعتين مذنب ، وقيل : المدافع المجاري والمسايل ; وأنشد ابن الأعرابي :

                                                          شيب المبارك مدروس مدافعه     هابي المراغ قليل الودق موظوب



                                                          المدروس : الذي ليس في مدافعه آثار السيل من جدوبته . والموظوب : الذي قد ووظب على أكله أي ديم عليه ، وقيل : مدروس مدافعه مأكول ما في أوديته من النبات . هابي المراغ : ثائر غباره . شيب : بيض . ابن شميل : مدفع الوادي حيث يدفع السيل ، وهو أسفله ، حيث يتفرق ماؤه . وقال الليث : الاندفاع المضي من الأرض كائنا ما كان ; وأما قول الشاعر :


                                                          أيها الصلصل المغذ إلى     المدفع من نهر معقل فالمذار



                                                          فقيل : هو مذنب الدافعة لأنها تدفع فيه إلى الدافعة الأخرى ، وقيل : المدفع اسم موضع . والمدفع والمتدافع : المحقور الذي لا يضيف إن استضاف ولا يجدى إن استجدى ، وقيل : هو الضيف الذي يتدافعه الحي ، وقيل : هو الفقير الذليل لأن كلا يدفعه عن نفسه . والمدفع : المدفوع عن نسبه . ويقال : فلان سيد قومه غير مدافع أي غير مزاحم في ذلك ولا مدفوع عنه . الأصمعي : بعير مدفع كالمقرم الذي يودع للفحلة فلا يركب ولا يحمل عليه ، وقال : هو الذي إذا أتي به ليحمل عليه قيل : ادفع هذا أي دعه إبقاء عليه ; وأنشد غيره لذي الرمة :


                                                          وقربن للأظعان كل مدفع



                                                          والدافع والمدفاع : الناقة التي تدفع اللبن على رأس ولدها لكثرته ، وإنما يكثر اللبن في ضرعها حين تريد أن تضع ، وكذلك الشاة المدفاع ، والمصدر الدفعة ، وقيل : الشاة التي تدفع اللبأ في ضرعها قبيل النتاج . يقال : دفعت الشاة إذا أضرعت على رأس الولد . وقال أبو عبيدة : قوم يجعلون المفكه والدافع سواء ، يقولون هي دافع بولد ، وإن شئت قلت هي دافع بلبن ، وإن شئت قلت هي دافع بضرعها ، وإن شئت قلت هي دافع وتسكت ; وأنشد :


                                                          ودافع قد دفعت للنتج     قد مخضت مخاض خيل نتج



                                                          وقال النضر : يقال دفعت لبنها وباللبن إذا كان ولدها في بطنها ، فإذا نتجت فلا يقال دفعت . والدفوع من النوق : التي تدفع برجلها عند الحلب . والاندفاع : المضي في الأمر . والمدافعة : المزاحمة . ودفع إلى المكان ودفع ، كلاهما : انتهى . ويقال : هذا طريق يدفع إلى مكان كذا أي ينتهي إليه . ودفع فلان إلى فلان أي انتهى إليه . وغشيتنا سحابة فدفعناها إلى غيرنا أي ثنيت عنا وانصرفت عنا إليهم ، [ ص: 275 ] وأراد دفعتنا أي دفعت عنا . ودفع الرجل قوسه يدفعها : سواها ; حكاه أبو حنيفة ، قال : ويلقى الرجل الرجل فإذا رأى قوسه قد تغيرت قال : ما لك لا تدفع قوسك ؟ أي ما لك لا تعملها هذا العمل . ودافع ودفاع ومدافع : أسماء . واندفع الفرس أي أسرع في سيره . واندفعوا في الحديث . وفي الحديث : أنه دفع عن عرفات أي ابتدأ السير ، ودفع نفسه منها ونحاها أو دفع ناقته وحملها على السير . ويقال : دافع الرجل أمر كذا إذا أولع به وانهمك فيه . والمدافعة : المماطلة . ودافع فلان فلانا في حاجته إذا ماطله فيها فلم يقضها . والمدفع : واحد مدافع المياه التي تجري فيها . والمدفع ، بالكسر : الدفوع ; ومنه قولها يعني سجاح :


                                                          لا بل قصير مدفع



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية