الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ دلج ]

                                                          دلج : الدلجة : سير السحر . والدلجة : سير الليل كله . والدلج والدلجان والدلجة ، الأخيرة عن ثعلب : الساعة من آخر الليل ، والفعل الإدلاج . وأدلجوا : ساروا من آخر الليل . وادلجوا : ساروا الليل كله ( قال الحطيئة :


                                                          آثرت إدلاجي على ليل حرة هضيم الحشى ، حسانة المتجرد



                                                          وقيل : الدلج الليل كله من أوله إلى آخره ، حكاه ثعلب عن أبي سليمان الأعرابي ، وقال : أي ساعة سرت من أول الليل إلى آخره فقد أدلجت ، على مثال أخرجت . ابن السكيت : أدلج القوم إذا ساروا الليل كله ، فهم مدلجون . وادلجوا إذا ساروا في آخر الليل ، بتشديد الدال ; وأنشد :


                                                          إن لنا لسائقا خدلجا     لم يدلج الليلة فيمن أدلجا



                                                          ويقال : خرجنا بدلجة ودلجة إذا خرجوا في آخر الليل . الجوهري : أدلج القوم إذا ساروا من أول الليل ، والاسم الدلج ، بالتحريك . والدلجة والدلجة أيضا ، مثل برهة من الدهر وبرهة ، فإن ساروا من آخر الليل فقد ادلجوا ، بتشديد الدال ، والاسم الدلجة والدلجة . وفي الحديث : عليكم بالدلجة ; قال : هو سير الليل ، ومنهم من يجعل الإدلاج لليل كله ، قال : وكأنه المراد في هذا الحديث لأنه عقبه بقوله : فإن الأرض تطوى بالليل ، ولم يفرق بين أوله وآخره ; وأنشدوا لعلي - عليه السلام :


                                                          اصبر على السير والإدلاج في السحر     وفي الرواح على الحاجات والبكر



                                                          فجعل الإدلاج في السحر ; وكان بعض أهل اللغة يخطئ الشماخ في قوله :


                                                          وتشكو بعين ما أكل ركابها



                                                          وقيل المنادي : أصبح القوم ، أدلجي ويقول : كيف يكون الإدلاج مع الصبح ؟ وذلك وهم ، إنما أراد الشماخ تشنيع المنادي على النوام ، كما يقول القائل : أصبحتم كم تنامون ، هذا معنى قول ابن قتيبة ، والتفرقة الأولى بين أدلجت وادلجت قول جميع أهل اللغة إلا الفارسي ، فإنه حكى أن أدلجت وادلجت لغتان في المعنيين جميعا ، وإلى هذا ينبغي أن يذهب في قول الشماخ ، وقال الجوهري : إنما أراد أن المنادي كان ينادي مرة : أصبح القوم ، كما يقال أصبحتم كم تنامون ، ومرة ينادي : أدلجي أي سيري ليلا . والدليج : الاسم ; قال مليح :


                                                          به صوى تهدي دليج الواسق



                                                          والمدلج : القنفذ لأنه يدلج ليلته جمعاء ; كما قال :


                                                          فبات يقاسي ليل أنقد دائبا     ويحذر بالقف اختلاف العجاهن



                                                          وسمي القنفذ مدلجا لأنه لا يهدأ بالليل سعيا ; قال رؤبة :


                                                          قوم ، إذا دمس الظلام عليهم     حدجوا قنافذ بالنميمة تمزع



                                                          ودلج الساقي يدلج ويدلج ، بالضم ، دلوجا : أخذ الغرب من البئر فجاء بها إلى الحوض ; قال :


                                                          لها مرفقان أفتلان ، كأنما     أمرا بسلمي دالج متشدد



                                                          والمدلج والمدلجة : ما بين الحوض والبئر ; قال عنترة :

                                                          [ ص: 286 ]

                                                          كأن رماحهم أشطان بئر     لها في كل مدلجة خدود



                                                          والدالج : الذي يتردد بين البئر والحوض بالدلو يفرغها فيه ; قال الشاعر :


                                                          بانت يداه عن مشاش والج     بينونة السلم بكف الدالج



                                                          وقيل : الدلج أن يأخذ الدلو إذا خرجت ، فيذهب بها حيث شاء ; قال :


                                                          لو أن سلمى أبصرت مطلي     تمتح ، أو تدلج أو تعلي



                                                          التعلية : أن ينتأ بعض الطي في أسفل البئر ، فينزل رجل في أسفلها فيعلي الدلو عن الحجر الناتئ . الجوهري : والدالج الذي يأخذ الدلو ويمشي بها من رأس البئر إلى الحوض حتى يفرغها فيه . ويقال للذي ينقل اللبن إذا حلبت الإبل إلى الجفان : دالج . والعلبة الكبيرة التي ينقل فيها اللبن ، هي المدلجة . ودلج بحمله يدلج دلجا ودلوجا ، فهو دلوج : نهض به مثقلا ; قال أبو ذؤيب :


                                                          وذلك مشبوح الذراعين خلجم     خشوف بأعراض الديار ، دلوج



                                                          والدولج والتولج : الكناس الذي يتخذه الوحش في أصول الشجر ، الأصل : وولج ، فقلبت الواو تاء ثم قلبت دالا ; قال ابن سيده : الدال فيها بدل من التاء عند سيبويه ، والتاء بدل من الواو عنده أيضا . قال ابن سيده : وإنما ذكرته في هذا المكان لغلبة الدال عليه ، وأنه غير مستعمل على الأصل ; قال جرير :


                                                          متخذا في ضعوات دولجا

                                                          ويروى تولجا ; وقال العجاج :


                                                          واجتاب أدمان الفلاة



                                                          الدولجا وفي حديث عمر : أن رجلا أتاه فقال : لقيتني امرأة أبايعها فأدخلتها الدولج ; الدولج : المخدع ، وهو البيت الصغير داخل البيت الكبير . قال : وأصل الدولج وولج لأنه فوعل من ولج يلج إذا دخل ، فأبدلوا من التاء دالا ، فقالوا دولج . وكل ما ولجت من كهف أو سرب ، فهو تولج ودولج ; قال : والواو زائدة . وقد جاء الدولج في حديث إسلام سلمان ، وقالوا : هو الكناس مأوى الظباء . والدولج : السرب ، فوعل ، عن كراع ، وتفعل ، عند سيبويه ، داله بدل من تاء . ودلجة ودلجة ودلاج ودولج : أسماء . ومدلج : رجل ; قال :


                                                          لا تحسبي دراهم ابني مدلج تأتيك     حتى تدلجي وتدلجي
                                                          وتقنعي بالعرفج المشجج     وبالثمام وعرام العوسج



                                                          ومدلج : أبو بطن . ومدلج ، بضم الميم : قبيلة من كنانة ومنهم القافة . وأبو دليجة : كنية ; قال أوس :


                                                          أبا دليجة ! من توصي بأرملة ؟     أم من لأشعث ذي طمرين ممحال ؟



                                                          والتلج : فرخ العقاب ، أصله دلج .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية