الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ دمج ]

                                                          دمج : دمج الأمر يدمج دموجا : استقام . وأمر دماج ودماج : مستقيم . وتدامجوا على الشيء : اجتمعوا . ودامجه عليهم دماجا : جامعه . وصلح دماج ودماج محكم قوي . وأدمج الحبل : أجاد فتله ; وقيل : أحكم فتله في رقة ; وقوله :


                                                          إذ ذاك إذ حبل الوصال مدمش



                                                          إنما أراد مدمج ، فأبدل الشين من الجيم لمكان الروي . ودمجت الماشطة الشعر دمجا ، وأدمجته : ضفرته . ورجل مدمج ومندمج : مداخل كالحبل المحكم الفتل ; ونسوة مدمجات الخلق ودمج : كالحبل المدمج ; عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


                                                          والله للنوم وبيض دمج     أهون من ليل قلاص تمعج



                                                          قال ابن سيده : ولم نجد لها واحدا ; وقوله أنشده ابن الأعرابي :


                                                          يحاولن صرما أو دماجا على الخنا     وما ذاكمو من شيمتي بسبيل



                                                          هو من قولك : أدمج الحبل إذا أحكم فتله أي يظهرن وصلا محكم الظاهر فاسد الباطن . الليث : متن مدمج ، وكذلك الأعضاء مدمجة ، كأنها أدمجت وملست كما تدمج الماشطة مشطة المرأة إذا ضفرت ذوائبها ; وكل ضفيرة منها على حيالها تسمى دمجا واحدا . وتدامج القوم على فلان تدامجا إذا تضافروا عليه وتعاونوا . وصلح دماج ، بالضم : محكم ; قال ذو الرمة :


                                                          وإذ نحن أسباب المودة بيننا     دماج قواها ، لم يخنها وصولها



                                                          أبو عمرو : الدماج الصلح على غير دخن . الأزهري في ترجمة دجم : ودجم الرجل : صاحبه . ويقال : فلان مداجم لفلان ومدامج له . والمدامجة : مثل المداجاة ; ومنه الصلح الدماج ، بالضم ، وهو الذي كأنه في خفاء ، ويقال : هو التام المحكم . ودماج الخط : مقاربته منه . وكل ما فتل فقد أدمج . ومتن مدمج : بين الدموج : مملس ، وهو شاذ لأنه لا يعرف له فعل ثلاثي غير مزيد . وأدمج الفرس : أضمره . والدموج : الدخول . الجوهري : دمج الشيء دموجا إذا دخل في الشيء واستحكم فيه ، وكذلك اندمج وادمج ، بتشديد الدال ، وادرمج ، كل هذا إذا دخل في الشيء واستتر فيه . وأدمجت الشيء إذا لففته في ثوب . والشيء المدمج : المدرج مع ملاسته . وفي الحديث : من شق عصا المسلمين وهم في إسلام دامج فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ; الدامج : المجتمع . والدموج : دخول الشيء في الشيء ; ومنه حديث زينب : أنها كانت تكره النقط والإطراف إلا أن تدمج اليد دمجا في الخضاب ; أي تعم جميع اليد ; ومنه حديث - علي عليه السلام : بل اندمجت على مكنون علم ، لو بحت به لاضطربتم اضط راب الأرشية في الطوي البعيدة ; أي اجتمعت عليه وانطويت واندرجت . وفي الحديث : سبحان من أدمج قوائم الذرة والهمجة . ودمج في البيت يدمج دموجا : دخل . التهذيب : دمج عليهم ودمر وادرمج وتغلى عليهم ، كل بمعنى واحد . ودمج الرجل في بيته [ ص: 297 ] والظبي في كناسه واندمج : دخل . ورجل دميجة : متداخل ، عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


                                                          ولست بدميجة في الفراش     ووجابة يحتمي أن يجيبا



                                                          أبو الهيثم قال : مفعال لا تدخل فيه الهاء ، قال : وقد جاء حرفان نادران : المدماجة ، وهي العمامة ; المعنى أنه مدمج محكم كأنه نعت للعمامة . ويقال : رجل مجدامة إذا كان قاطعا للأمور ; قال أبو منصور : هذا مأخوذ من الجدم ، وهو القطع ; وأنشد :


                                                          ولست بدميجة في الفراش



                                                          مأخوذ من ادمج في الشيء إذا دخل فيه . وادمج في الشيء ادماجا واندمج اندماجا إذا دخل فيه . ونصل مندمج أي مدور . وليلة دامجة : مظلمة . وليل دامج أي مظلم . ودمجت الأرنب تدمج دموجا في عدوها : أسرعت ، وهو سرعة تقارب قوائمها في الأرض ; وفي المحكم : أسرعت وقاربت الخطو ، وكذلك البعير إذا أسرع وقارب خطوه في المنحاة ; أنشد ثعلب :


                                                          يحسن في منحاته الهمالجا     يدعى هلم داجنا مدامجا



                                                          أبو زيد : يقال هو على تلك الدجمة والدمجة أي الطريقة . والمدمج : القدح ; وقال الحرث بن حلزة :


                                                          ألفيتنا للضيف خير عمارة     إلا يكن لبن فعطف المدمج



                                                          يقول : إن لم يكن لبن أجلنا القدح على الجزور فنحرناها للضيف .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية