الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ دمل ]

                                                          دمل : الدمال : التمر العفن الأسود الذي قد قدم ، يقال : جاء بتمر دمال ، والدمال فساد الطلع قبل إدراكه حتى يسود . والدمال : ما رمى به البحر من الصدف والمناقيف والنباح . الليث : الدمال السرقين ونحوه ، وما رمى به البحر من خشارة ما فيه من الخلق ميتا نحو الأصداف والمناقيف والنباح ، فهو دمال ; وأنشد :


                                                          دمال البحور وحيتانها



                                                          وقول أمية بن أبي عائذ الهذلي :


                                                          خيال لعبدة قد هاج لي     خبالا من الداء ، بعد اندمال



                                                          قال : الاندمال الذهاب . اندمل القوم إذا ذهبوا . والدمال : ما توطأته الدابة من البعر والوألة وهي البعر مع التراب ; قال :


                                                          فصبحت أرعل كالنقال     ومظلما ليس على دمال



                                                          وقد فسر هذا البيت في موضعه . والدمال ، بالفتح : السرجين ونحوه . ودمل الأرض يدملها دملا ودملانا وأدملها : أصلحها بالدمال ، وقيل : دملها أصلحها ، وأدملها : سرقنها . والدمال : الذي يدمل الأرض يسرقنها . وتدملت الأرض : صلحت بالدمال ; أنشد يعقوب :


                                                          وقد جعلت منازل آل ليلى     وأخرى لم تدمل يستوينا



                                                          وفي حديث سعد بن أبي وقاص : أنه كان يدمل أرضه بالعرة ; قال الأحمر : يدمل أرضه أي يصلحها ويحسن معالجتها بها وهي السرجين ; ومنه قيل للجرح : قد اندمل إذا تماثل وصلح . ودمل بين القوم يدمل دملا : أصلح . وتداملوا : تصالحوا ; قال الكميت :


                                                          رأى إرة منها تحش لفتنة     وإيقاد راج أن يكون دمالها



                                                          يقول : يرجو أن يكون سبب هذه الحرب كما أن الدمال يكون سببا لإشعال النار . والدمل : واحد دماميل القروح . والدمل : الخراج على التفاؤل بالصلاح ، والجمع دماميل نادر . ودمل جرحه واندمل برئ والتحم وتماثل ; وأنشد ابن بري الشاعر :


                                                          فكيف بنفس كلما قلت : أشرفت     على البرء من دهماء ، هيض اندمالها ؟



                                                          ودمله الدواء يدمله ; عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


                                                          وجرح السيف تدمله فيبرا     ويبقى ، الدهر ، ما جرح اللسان



                                                          والاندمال : التماثل من المرض والجرح ، وقد دمله الدواء فاندمل . وفي حديث أبي سلمة : دمل جرحه على بغي ولا يدري به ; أي انختم على فساد ولا يعلم به . والدمل : مستعمل بالعربية يجمع دماميل ; وأنشد :


                                                          وامتهد الغارب فعل الدمل



                                                          وقيل : لهذه القرحة دمل لأنها إلى البرء والاندمال ما هي . واندمل المريض : تماثل ، واندمل من وجعه كذلك ، ومن مرضه إذا ارتفع من مرضه ولم يتم برؤه .

                                                          والدمل : الرفق . ودامل الرجل : داراه ليصلح ما بينه وبينه ; قال أبو الأسود :


                                                          شنئت من الإخوان من لست زائلا     أدامله دمل السقاء المخرق



                                                          والمداملة : كالمداجاة ; وأنشد ابن بري لابن الطيفان الدارمي والطيفان أمه :


                                                          ومولى كمولى الزبرقان دملته     كما اندملت ساق يهاض بها الكسر



                                                          ويقال : ادمل القوم أي اطوهم على ما فيهم ، ويقال للسرجين الدمال لأن الأرض تصلح به .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية