الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              جماع أبواب معجزاته صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به من الكوائن بعده فكان كما أخبر غير ما تقدم

                                                                                                                                                                                                                              الباب الأول في إخباره صلى الله عليه وسلم بما يفتح على أصحابه وأمته من الدنيا وأنها سيكون لهم أنماط ، وأنهم يتحاسدون ويقتتلون

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد ومسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «ستفتح عليكم الأرضون ويكفيكم الله فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ( مسلم ) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إن الدنيا خضرة حلوة ، وإن الله مستخلفكم فيها ، لينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن عمرو بن عوف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «والله ، ما أخشى عليكم الفقر ، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا ، كما بسطت على من كان قبلكم ، فتنافسوا كما تنافسوا وتلهيكم كما ألهتهم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «هل لكم من أنماط ؟ » قلنا : يا رسول الله ، وأنى لنا أنماط ؟ قال : «إنها ستكون لكم أنماط ، فأنا أقول اليوم لامرأتي نحي عني أنماطك ، فتقول : ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها ستكون لكم أنماط بعدي» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والحاكم وصححه ، والبيهقي عن طلحة النضري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «عسى أن تدركوا زمانا حتى يغدى على أحدكم بجفنة ، ويراح عليه بأخرى ، وتلبسون أمثال أستار الكعبة» ، قالوا : يا رسول الله ، أنحن اليوم خير أم ذاك اليوم ؟ قال :

                                                                                                                                                                                                                              «بل أنتم اليوم خير ، أنتم اليوم متحابون ، وأنتم يومئذ متباغضون ، يضرب بعضكم رقاب بعض» .


                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو نعيم في الحلية عن الحسن رضي الله عنه مرسلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ ص: 72 ] «ستفتح مشارق الأرض ومغاربها على أمتي ألا وعمالها في النار ، إلا من اتقى الله ، وأدى الأمانة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني في الكبير عن وحشي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لعلكم ستفتحون بعدي مدائن عظاما ، وتتخذون في أسواقها مجالس ، فإذا كان ذلك فردوا السلام ، وغضوا من أبصاركم ، واهدوا الأعمى ، وأعينوا المظلوم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البغوي عن طلحة بن عبد الله البصري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنكم ستدركون زمانا من أدركه منكم يلبسون فيه مثل أستار الكعبة ، ويغدى ويراح عليه بالجفان» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا مشت أمتي بالمطيطياء وخدمها أبناء فارس والروم ، رد الله بأسهم بينهم ، وسلط شرارهم على خيارهم» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية