الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل :

قد يقع التبيين متصلا ، نحو : من الفجر بعد قوله : الخيط الأبيض من الخيط الأسود [ البقرة : 187 ] .

ومنفصلا في آية أخرى ، نحو : فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره [ البقرة : 230 ] بعد قوله : الطلاق مرتان [ البقرة : 229 ] فإنها بينت أن المراد به الطلاق الذي تملك الرجعة بعده ، ولولاها لكان الكل منحصرا في الطلقتين .

وقد أخرج أحمد وأبو داود في ناسخه ، وسعيد بن منصور وغيرهم ، عن أبي رزين الأسدي ، قال : قال رجل : يا رسول الله ، أرأيت قول الله : الطلاق مرتان [ البقرة : 229 ] فأين الثالثة ؟ قال : التسريح بإحسان .

وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : قال رجل : يا رسول الله ، ذكر الله الطلاق مرتين ، فأين الثالثة ؟ قال : فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان [ البقرة : 229 ] .

وقوله : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة [ القيامة : 22 - 23 ] دال على جواز الرؤية ، ويفسر أن المراد بقوله : لا تدركه الأبصار [ الأنعام : 103 ] لا تحيط به ، دون ( لا تراه ) .

[ ص: 643 ] وقد أخرج ابن جرير ، من طريق العوفي ، عن ابن عباس في قوله : لا تدركه الأبصار لا تحيط به .

وأخرج عن عكرمة : أنه قيل له عند ذكر الرؤية : أليس قد قال لا تدركه الأبصار ؟ فقال : ألست ترى السماء ؟ أفكلها ترى ؟ ! !

وقوله أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم [ المائدة : 1 ] الآية .

فسره قوله : حرمت عليكم الميتة [ المائدة : 3 ] .

وقوله : مالك يوم الدين [ الفاتحة : 4 ] فسره قوله : وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك : الآية [ الانفطار : 17 ، 18 ، 19 ] .

وقوله فتلقى آدم من ربه كلمات [ البقرة : 37 ] فسره قوله : قالا ربنا ظلمنا أنفسنا [ الأعراف : 23 ] الآية .

وقوله : وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا [ الزخرف : 17 ] فسره قوله في آية النحل [ 58 ] : بالأنثى .

وقوله : وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم [ البقرة : 40 ] قال العلماء : بيان هذا العهد قوله : لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي [ المائدة : 12 ] إلى آخره ، فهذا عهده ، وعهدهم : ( لأكفرن عنكم سيئاتكم ) [ المائدة : 12 ] إلى آخره .

وقوله : صراط الذين أنعمت عليهم [ الفاتحة : 7 ] بينه قوله : أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين : [ مريم : 58 ] الآية .

وقد يقع التبيين بالسنة ، مثل : وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة [ البقرة : 43 ] ولله على الناس حج البيت [ آل عمران : 97 ] . وقد بينت السنة أفعال الصلاة والحج ، ومقادير نصب الزكوات في أنواعها .

التالي السابق


الخدمات العلمية