الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        [ ص: 6013 ] كتاب العارية

                                                                                                                                                                                        النسخ المقابل عليها

                                                                                                                                                                                        1- (ف) نسخة فرنسا رقم (1071)

                                                                                                                                                                                        2- (ق 6) نسخة القرويين رقم (368)

                                                                                                                                                                                        3- (ق 8) نسخة القرويين رقم (369)

                                                                                                                                                                                        [ ص: 6014 ]

                                                                                                                                                                                        [ ص: 6015 ]

                                                                                                                                                                                        بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                        صلى الله على سيدنا ومولانا محمد

                                                                                                                                                                                        وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

                                                                                                                                                                                        كتاب العارية

                                                                                                                                                                                        باب في العواري وما يندب إليه منها وما يمنع

                                                                                                                                                                                        الأصل في العواري قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "العارية مؤداة والمنحة مردودة" واستعار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صفوان بن أمية أدراعا .

                                                                                                                                                                                        والمنحة أيضا في معنى العارية لأن العارية هبة المنافع دون الرقاب والمنحة هبة اللبن دون الرقاب وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "مؤداة ومردودة" واحد; لأن من أدى فقد رد، ومن رد فقد أدى، واللفظ مختلف والمعنى واحد . [ ص: 6016 ]

                                                                                                                                                                                        والعواري بين الأقارب والجيران والإخوان مندوب إليها لقوله تعالى: وافعلوا الخير [الحج: 77] ، ولأنها داعية إلى التودد والتواصل وداخلة في قوله عليه السلام: "تهادوا تحابوا" وهي فيما قل قدره آكد لقول الله سبحانه في ذم قوم: ويمنعون الماعون [الماعون: 7] وممنوعة ممن يعلم أنه يستعملها فيما لا يجوز، لقوله سبحانه : ولا تعاونوا على الإثم والعدوان [المائدة: 2] فلا تعار السلاح لمن يقاتل بها من لا يجوز قتاله ولا شيء من الأواني لمن يستعملها فيما لا يجوز استعماله ولا دابة لمن يركبها لأذى مسلم.

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية