الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6433 باب الرجم في البلاط .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في بيان الرجم في البلاط ، وفي رواية المستملي : " بالبلاط " ، والباء فيه ظرفية أيضا ، وهو بكسر الباء وفتحها ، وقد استعمل في معاني كثيرة على ما نذكره الآن ، لكن المراد به هاهنا موضع معروف عند باب المسجد النبوي ، وكان مفروشا بالبلاط يدل عليه كلام ابن عمر في آخر حديث الباب ، وزعم بعض الناس أن المراد بالبلاط الحجر الذي يرجم به ، وهو ما يفرش به الدور حتى استشكل ابن بطال هذه الترجمة فقال : البلاط وغيره سواء ، وهو بعيد ; لأن المراد بالبلاط مثل ما ذكرناه ، وكذا قال أبو عبيد البكري : البلاط موضع بالمدينة بين المسجد النبوي والسوق ، وقيل : يحتمل أن يراد به عدم اشتراط الحفر للمرجوم ; لأن البلاط لا يتأتى فيه الحفر ، وهذا أيضا احتمال بعيد ، وقد ثبت في صحيح مسلم أنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أمر فحفرت لماعز بن مالك حفيرة فرجم فيها ، وقال ياقوت الحموي في المشترك البلاط بفتح أوله وبكسره : قرية بغوطة دمشق ، وبلاط عوسجة حصن من أعمال شنتبرية بالأندلس ، والبلاط أيضا مدينة خربت كانت قصبة كورة الحوار من نواحي حلب ، والبلاط موضع بالقسطنطينية كان مجلسا للأسرى أيام سيف الدولة بن حمدان ، ذكره أبو فراس في شعره ، وقال أيضا : البلاط موضع بالمدينة ، وهو موضع مبلط بالحجارة بين مسجد رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم والسوق .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية