الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 454 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      91 - سورة الشمس .

                                                                                                                                                                                                                                      مكية وآياتها خمس عشرة .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن الضريس والنحاس، وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة والشمس وضحاها بمكة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والنسائي عن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة العشاء بالشمس وضحاها وأشباهها من السور .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يقرأ في صلاة الصبح ب والليل إذا يغشى والشمس وضحاها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن عقبة بن عامر قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي ركعتي الضحى بسورتيهما بالشمس وضحاها والضحى .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 455 ] قوله تعالى : والشمس وضحاها الآيات . أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله : والشمس وضحاها قال : ضوؤها والقمر إذا تلاها قال : تبعها والنهار إذا جلاها قال : أضاءها والسماء وما بناها قال : الله بنى السماء وما طحاها قال : دحاها فألهمها فجورها وتقواها قال : عرفها شقاءها وسعادتها وقد خاب من دساها قال : أغواها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس والقمر إذا تلاها قال : يتلو النهار والأرض وما طحاها يقول : وما خلق الله فيها فألهمها فجورها وتقواها قال : علمها الطاعة والمعصية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس والقمر إذا تلاها قال : تبعها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن ذي حمامة قال : إذا جاء الليل قال الرب غشي عبادي خلقي العظيم والليل مهابة والذي خلقه أحق أن [ ص: 456 ] يهاب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس والأرض وما طحاها قال : قسمها فألهمها فجورها وتقواها قال : بين الخير والشر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس فألهمها قال : ألزمها فجورها وتقواها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه عن عمران بن حصين أن رجلا قال يا رسول الله : أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه شيء قد قضي عليهم ومضى عليهم في قدر قد سبق أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم واتخذت عليهم به الحجة قال : بل شيء قضي عليهم، قال : فلم يعملون إذن؟ قال : من كان الله خلقه لواحدة من المنزلتين يهيئه لعملها . وتصديق ذلك في كتاب الله ونفس [ ص: 457 ] وما سواها فألهمها فجورها وتقواها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر، والطبراني ، وابن مردويه عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلا هذه الآية ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها وقف ثم قال : اللهم آت نفسي تقواها أنت وليها ومولاها وخير من زكاها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن أبي هريرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فألهمها فجورها وتقواها قال : اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، قال وهو في الصلاة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والنسائي عن زيد بن أرقم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم آت نفسي تقواها أنت خير من زكاها أنت وليها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد ، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد والشمس وضحاها قال : ضوؤها والقمر إذا تلاها قال : تبعها والنهار إذا جلاها قال : أضاء والليل إذا يغشاها قال : [ ص: 458 ] يغشاها الليل والسماء وما بناها قال : الله بنى السماء والأرض وما طحاها قال : دحاها فألهمها فجورها وتقواها قال : عرفها شقاءها قد أفلح من زكاها قال : أصلحها وقد خاب من دساها قال : أغواها كذبت ثمود بطغواها قال : بمعصيتها ولا يخاف عقباها قال : الله لا يخاف عقباها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد ، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد والشمس وضحاها قال : إشراقها والقمر إذا تلاها قال : يتلوها والنهار إذا جلاها قال : حين ينجلي ونفس وما سواها قال : سوى خلقها ولم ينقص منه شيئا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة والشمس وضحاها قال : هو النهار والقمر إذا تلاها قال : يتلو صبيحة الهلال فإذا سقطت رئي عند سقوطها والنهار إذا جلاها قال : إذا غشيها النهار

                                                                                                                                                                                                                                      والليل إذا يغشاها قال إذا غشيها الليل والسماء وما بناها قال وما خلقها والأرض وما طحاها قال : بسطها فألهمها فجورها وتقواها قال : بين لها الفجور من التقوى قد أفلح قال : وقع القسم ههنا من زكاها قال : من عمل خيرا فزكاها بطاعة الله ! [ ص: 459 ] وقد خاب من دساها قال : من إثمها وفجرها كذبت ثمود بطغواها قال : بالطغيان إذ انبعث أشقاها قال : أحيمر ثمود، فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها قال : يقول : خلوا بينها وبين قسم الله الذي قسم لها من هذا الماء فدمدم عليهم ربهم بذنبهم قال : ذكر لنا أنه أبى أن يعقرها حتى تابعه صغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم فلما اشترك القوم في عقرها دمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها يقول : لا يخاف تبعتها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية والقمر إذا تلاها قال : إذا تبعها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة والقمر إذا تلاها قال : إذا تبع الشمس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح والأرض وما طحاها قال : بسطها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن الضحاك مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 460 ] وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ونفس وما سواها قال : سوى خلقها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير فألهمها قال : ألزمها فجورها وتقواها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم عن الضحاك فألهمها فجورها وتقواها قال : الطاعة والمعصية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حازم فألهمها فجورها وتقواها قال : الفاجرة ألهمها الفجور والتقية ألهمها الله التقوى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : فألهمها فجورها وتقواها يقول : بين للعباد الرشد من الغي وألهم كل نفس ما خلقها له وكتب عليها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الديلمي عن أنس رفعه : فألهمها فجورها وتقواها قال : ألزمها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي قد أفلح من زكاها الآية قال : [ ص: 461 ] أفلح من زكاه الله وخاب من دساه الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في الآية قد أفلح من زكى نفسه وأصلحها وخاب من أهلكها وأضلها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن الربيع في الآية يقول : أفلح من زكى نفسه بالعمل

                                                                                                                                                                                                                                      الصالح وخاب من دس نفسه بالعمل السيء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة من دساها قال : من خسرها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج خشيش في الاستقامة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : قد أفلح من زكاها يقول : قد أفلح من زكى الله نفسه وقد خاب من دساها يقول : قد خاب من دسى الله نفسه فأضله ولا يخاف عقباها قال : لا يخاف من أحد تابعة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس وقد خاب من دساها يعني : مكر بها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه والديلمي من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في قوله : قد أفلح من زكاها الآية : أفلحت نفس زكاها الله وخابت نفس خيبها الله [ ص: 462 ] من كل خير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : كذبت ثمود بطغواها قال : اسم العذاب الذي جاءها الطغوى فقال : كذبت ثمود بعذابها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور وأحمد، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه عن عبد الله بن زمعة قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الناقة وذكر الذي عقرها فقال : إذ انبعث أشقاها قال : انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل أبي زمعة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، وابن أبي حاتم ، والطبراني والحاكم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والبغوي عن عمار بن ياسر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : ألا أحدثك بأشقى الناس قال : بلى، قال : [ ص: 463 ] رجلان : أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذا يعني قرنه حتى تبتل منه هذه يعني لحيته .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني، وابن مردويه وأبو نعيم مثله من حديث صهيب وجابر بن سمرة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن ولا يخاف عقباها قال : ذاك ربنا لا يخاف منهم تبعة بما صنع بهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي ولا يخاف عقباها قال : لم يخف الذي عقرها عاقبة ما صنع .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن الضحاك ولا يخاف عقباها قال : لم يخف الذي عقرها عقباها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية